Haqeeqat-ul-Tawheed
حقيقة التوحيد
ناشر
دار سوزلر للطباعة والنشر
ایڈیشن
الثانية
اشاعت کا سال
١٩٨٨م
اصناف
المصادفة والاتفاق الْأَعْمَى لِأَن الاتقان لَا يكون دون اخْتِيَار فَكل علم من الْعُلُوم الكونية شَاهد صدق على النظام وَيُشِير إِلَى الْمصَالح والثمرات المتدلية كالعناقيد فِي أَغْصَان الموجودات ويلوح فِي الْوَقْت نَفسه إِلَى الحكم والفوائد المستترة فِي ثنايا انقلاب الْأَحْوَال وَتغَير الأطوار
فَإِن شِئْت فَانْظُر إِلَى علم الْحَيَوَان والنبات فقد ثَبت فيهمَا أَن الْأَنْوَاع الَّتِي يزِيد عَددهَا على مئتي ألف نوع كل لَهُ أصل معِين وجد أكبر مِثْلَمَا الْإِنْسَان لَهُ أصل وَهُوَ آدم ﵇ وكل فَرد من هَذِه الْأَنْوَاع الوفيرة كَأَنَّهُ ماكنة بديعة عَجِيبَة تبهر الأفهام فَلَا يُمكن أَن تكون القوانين الموهومة الاعتبارية والأسباب الطبيعية العمياء الجاهلة موجدة لهَذِهِ السلَاسِل العجيبة من الْأَفْرَاد والأنواع أَي أَن كل فَرد وكل نوع يعلن بِذَاتِهِ أَنه صادر مُبَاشرَة من يَد الْقُدْرَة الإلهية الحكيمة
ويذكرنا الْقُرْآن الْكَرِيم بِهَذَا الدَّلِيل فِي قَوْله تَعَالَى ﴿فَارْجِع الْبَصَر هَل ترى من فطور﴾
بل يُبينهُ على أفضل وأكمل وَجه إِذْ كَمَا أَنه يَأْمُرنَا بالتفكر فِي الْمَخْلُوقَات فَإِنَّهُ يُقرر فِي الأذهان هَذَا الدَّلِيل
1 / 171