وقال بشر بن المعتمر ومن قال بقوله: اللون والطعم والرائحة والصوت والحس وما أشبه ذلك أعراض وأن جوهرا قابلا لها، وزعموا أن الحركة ليست بأعراض ولا أجسام؛ لأن الأعراض تبقى زمنين، والحركة لا تبقى زمنين ماض وحال. قال: وقد كفانا أبو الهذيل مؤنة مناظرتهم. ذكر الإمام الناصر لدين الله أحمد بن يحيى عليهما السلام في كتاب النجاة: أن أبا الهذيل ناظر حفصا من أصحاب بشر بن المعتمر وقد نفى الحركات، فقال له أبو الهذيل: أخبرني كم حد الزاني؟ قال حفص: مائة جلدة. قال أبو الهذيل: فكم حد القاذف؟ قال حفص: ثمانون. قال أبو الهذيل: فأخبرني هل الجلد هو الجلاد؟ قال حفص: لا. قال أبو الهذيل: فهل هو جنب المجلود؟ قال حفص: لا. قال: فهل هو السوط؟ قال: لا. قال أبو الهذيل: فأرني لا شيء، زاد على لا شيء عشرين. فانقطع حفص ولم يجد جوابا.
وقال إبراهيم النظام، ومن قال بقوله: إن الألوان وما أشبه ذلك أجسام، وإنه ليس في العالم إلا جسم، إلا الحركات فإنها أعراض، قالوا: والدليل على ذلك أنه لما رؤي الجسم الطويل العريض العميق، فمن حيث ما رؤي الجسم واللون فيه فكان كذلك اللون جسما طويلا عريضا عميقا.
صفحہ 102