فإن قالوا: سمع الشجرة ولم يسمع الكلام. أحالوا وخالفوا جميع الأئمة والأمة، وهذا ما لا يقول به عاقل؛ ولأنه لو سمع الشجرة ولم يسمع الكلام لكانت الشجرة هي الحجة دون الكلام، وهذا ما لا يعقل. وأيضا ففي الكلام الذي سمعه موسى من الشجرة: {إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري}[طه:14]، فهذا خطاب من الله لموسى، وخبر وأمر ونهي، فلو كانت الشجرة مسموعة والكلام غير مسموع لكانت الشجرة هي: المخبرة الآمرة الناهية. ولو كان الكلام معلوما غير مسموع وكان الجسم هو المسموع وكلامه معلوم لكان يعلم الكلام من المتكلم ومن غير المتكلم، ولما كان للكلام معنى إذا لم يكن مسموعا، وهذا جهل كبير لم يقل به أحد من الناس غير هذه الفرقة، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((إني تارك فيكم ما إن تمس كتم به لن تضلوا من بعدي أبدا كتاب الله وعترتي أهل بيتي، إن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض)).
صفحہ 94