ودليل آخر: أن أكبر هذه النيرات الشمس والقمر، فإنهما يصابان في أنفسهما بالكسوف، فيدخلان في باب من يرمى بالمصائب والحتوف، وينقص القمر في كل شهر حتى لا يبقى منه إلا الأقل ثم يعود فيكون كاملا. فلو كانا خالقين، أو قادرين، أو مدبرين، لأزاحا عن أنفسهما الضرر، ولتحصنا عن النقصان والغير، فلما كانت لا تملك نفسها، ولا تدفع عنها شرا، ولا تدفع مكروها ولا ضررا، كانت عن ملك غيرها أعجز، وعلمنا أنها مصنوعة مبدوعة لتغيرها وانتقالها، وضعفها ونقصانها وزوالها؛ ولأنها بغيرها محدودة، وحالة ومتحركة ومحدودة، وهذه الحالات دالة على حدوثها، فبطل ما قالوا.
صفحہ 81