حقائق المعرفة
حقائق المعرفة
اصناف
قالوا: لأنك إذا قلت: إنه موجود حي قادر عالم، فقد شبهته بما سواه؛ وإذا قلت: ليس كذلك فقد نفيته. وغرضهم بهذا القول التوصل إلى الكفر. وإذا لم يكن موجودا فهو معدوم بلا شك؛ لأنه لا منزلة ثالثة تعلم؛ وكذلك إذا لم يكن حيا فهو موات، وإذا لم يكن قادرا فهو عاجز، وإذا لم يكن عالما فهو جاهل ... تعالى الله [عن ذلك] علوا كبيرا.
وقد بينا الفرق بينه، وبين من سمي حيا قادرا عالما موجودا من خلقه فيما تقدم.
وقالت فرقة من الملحدة وهم من الفلاسفة: الهواء هو الله. ووصفوه بأنه مع الأشياء ومحيط بالأشياء، وأنه بعيد قريب، وقد قدمنا الرد عليهم.
وقال قوم: النور والظلمة الصانعان، وقد قدمنا الرد عليهم.
وقال قوم من الفلاسفة بإثبات الصانع، وزعموا بأنه فاعل في ما لم يزل، وأن العالم ظهر منه كظهور ضياء الشمس من الشمس، وحر النار من النار. وقال قوم من الفلاسفة: بقدم الزمان والمكان والهيولى والنفس.
وقالت النصارى بقدم الأقانيم الثلاثة: أقنوم أب، وأقنوم ابن، وأقنوم روح القدس، وقالوا: ليس الأقنوم الأول الأقنوم الثاني ولا الثالث ولا غيرهما، وهذا القول ظاهر الفساد، إذ لا يكون شيء لا شيء ولا لا شيء.
وقالت الثنوية بقدم النور والظلمة، وغلبوا الظلمة على النور.
صفحہ 155