ہانن الا خرافہ
الحنين إلى الخرافة: فصول في العلم الزائف
اصناف
19
أكد هؤلاء الباحثون على حاجتنا نحن البشر إلى تقنيات معينة لتعويض عيوب متأصلة في الاستدلال لا يد لنا بها؛ ذلك أن قدراتنا المعرفية قد تطورت تحت ظروف ألحت على سرعة اتخاذ القرار وإن جاءت على حساب دقته الاستدلالية وانضباطه المنطقي، وما طرائق المنهج العلمي وضوابطه إلا إجراءات احترازية لتعويض أوجه القصور العديدة والمتأصلة في الإدراك والاستدلال البشريين. (7-1) مشاعية التمحيص
public scrutiny
من المتطلبات الرئيسية في العلم أن تكون مناهجه وبياناته متاحة مبذولة مشاعا. كثيرا ما يراوغ أصحاب العلم الزائف حين يطلب نقاد مسئولون أن يفحصوا أجهزتهم أو بياناتهم الخام، وهناك قصص مأثورة لمثل هذا الروغان من التمحيص. (7-2) السرية والتوجس
كثيرا ما يطلع علينا أصحاب العلم الزائف بأدوات وعدة ينسبون لها دعاوى وخوارق خيالية، وبينما هم يقدمون أحيانا عروضا إيضاحية فإنهم يجرون ذلك بطرائق من شأنها أن تمنع المتشككين من أن يبصروا الآليات التي تتبطن هذه الأدوات، وكثيرا ما يتكتمون هذه المبادئ التشغيلية ويرفضون إفشاءها خشية أن تسرق فكرتها الثمينة. من ذلك قصة دكتور ألبرت أبرامز، وهو من أشهر الدجالين الذين شهدتهم أمريكا في تاريخها كله: لقد جمع أبرامز الملايين - في بدايات القرن العشرين - من بيع جهاز أسماه
an oscilloclast ، وكان يشترط على المشتري أن يوقع على قسم مكتوب بأنه لن ينظر أبدا في داخل الصندوق المختوم لجهازه، وحدث بعد موته أن انفلق أحد أجهزته ووجد أنه يحتوي على خليط مضطرب من أسلاك ومكونات خاملة لا وظيفة لها، ورغم ذلك فقد بقي لأبرامز أنصار على قناعة تامة بأن جهازه كان له فاعلية شفائية مشهودة. (8) الحاجة إلى الارتيابية
يؤثر عن عالم الفيزياء فيكتور ستنجر قوله: ليس لنا أن نقبل ظاهرة ما على أنها حقيقة علمية إلا بعد أن تصبح ملاحظتها شيئا شبه اعتيادي. هذه «الارتيابية الممأسسة»
institutionalized skepticism
هي من نقاط القوة الرئيسية للعلم، ليس لنا أن نتقبل شيئا كحقيقة حتى تتجمع لدينا «أدلة»
evidence
نامعلوم صفحہ