ہانن الا خرافہ
الحنين إلى الخرافة: فصول في العلم الزائف
اصناف
من مكونات السيكولوجيا البشرية.
من الوجهة العملية فإن تيار اللامعقول يهيب بالمجتمع ألا يتجشم حفظ النظم ومدونات الأخلاق واللياقة التي ثبت أنها ضرورية لدعم عاطفة العقل، قانعا في ذلك بالمعقولية الصميمة للغريزة الإنسانية، والتماثل الأصلي المقدر بين حاجات الطبيعة البشرية وبين طبيعة العالم!
إن العقل في حقيقة الأمر - وبعكس ما تراه حركة اللامعقول - لا يدس نشازا بل يضفي التوافق، أما النشاز فيأتي من عواطف الدرجة الأولى، من الاندفاعات الآلية التي يتنافر بعضها مع بعض. (8) اللامعقول والخطيئة الأصلية
قلنا: إن اللامعقول يذهب إلى أن العالم في انسجام واندماج تام مع الحاجات البشرية، وهذا الاعتقاد يتبطن أيضا فكرة اللامعقول القائلة بأن الواقع إذا تم فهمه حق الفهم فسوف تتبدد كل صور الانفصال والانقسام: داخل النفس وبين الأفراد، وبين «الذاتي» و«الموضوعي»، ولن تبرز مشكلات الاختيار بين رغبات متصارعة، ولن تكون ثمة حاجة لجهود من قبيل التخطيط أو المحافظة على الموارد الشحيحة، مثل هذه الصعوبات التي تسم عالم المظهر سوف تترك لطبقة من «الهلوت»
17
تمارس فنون العقل لكي تحلها، بينما يتمتع الناجون ب «الواقع» في صنفه الأعلى.
صفوة القول أن العالم - عند نصير اللامعقول - خير، وإن الإنسان، الإنسان العقلاني، هو الذي جعله، عن عمد، شرا، إن اللامعقول - من وراء جدلياته الطويلة وبلاغته المستغلقة - هو محاولة لحل المشكلة القديمة: مشكلة «الشر»، ولإعادة طرح الأسطورة القديمة: أسطورة «السقوط». (9) بروميثيوس وآكل اللوتس
في هذا السياق يليق تقييم فكرة اللامعقول عن الحياة الصالحة، فرغم أن المتحدثين بلسان اللامعقول يطنطنون كثيرا بكلمات مثل
ecstasy (الوجد/النشوة/الجذب) و
rhapsody (الطرب /الجذل)، فإن الرؤية التي يقدمونها عن كيف ينبغي للبشر أن يعيشوا هي رؤية سلبية وكئيبة في الصميم، إنها ليست صورة بروميثيوس
نامعلوم صفحہ