ہانن الا خرافہ
الحنين إلى الخرافة: فصول في العلم الزائف
اصناف
Michael Shermer
في تبيان هذه الظاهرة، وأسماها «الولع بالنمط»
patternicity ،
6
وعرفها بأنها «الميل إلى إيجاد أنماط ذات معنى في الضوضاء الفارغة.» الاعتقاد هو الأصل، الاعتقاد هو الوضع الطبيعي للإنسان، أما عدم الاعتقاد أو الشك، فهو شيء مقلق وغير مريح، وثمة دلائل قوية على أن معالجة القضايا الموجبة أيسر على الدماغ البشري من معالجة القضايا السالبة.
الإنسان كائن «يريد» أن يعتقد. ثمة جهاز اعتقاد في الدماغ البشري. الدماغ آلة اعتقاد، آلة تمييز أنماط، تصل النقاط وتخلق معنى من الأنماط التي تراها في الطبيعة. نحن رئيسيات تلتمس «النمط»
pattern ، وإذا غم عليها النمط تخترعه، وجميع الكائنات الحية - في الحقيقة - على هذا المنوال؛ فهي تستخلص من تعاقبات الأحداث «أنماطا» تتوقعها وتتنبأ بها وتكيف عليها سلوكها، الأمر الذي يعينها على البقاء والإنسال. يتوقع كلب «بافلوف» الطعام كلما سمع الجرس ويسيل لعابه. تربط الكائنات بين المنبه والنتيجة، بين السلوك والمكافأة. إذا وضعت حمامة في قفص وعلمتها أن تسلك سلوكا معينا تعقبه مكافأة الطعام فإنها تتبنى هذا السلوك وتكرره، فإذا حرمتها مرارا من المكافأة فإنها تخترع سلوكا جديدا من عندها تتوسم فيه النجاح؛ تلتف مرتين مثلا ثم تنقر الزر بمنقارها مرتين عسى أن يواتيها الطعام. تلك هي مسودات الخرافة والطقوس الخرافية مسجلة محفورة في سلوك أبسط الكائنات.
ثمة دلائل تشير إلى أن مادة «الدوبامين» هي الموصل العصبي المسئول عن إدراك النمط، فإذا كانت هذه المادة زائدة عن الحد في مساراتها العصبية المقدرة أدى ذلك إلى التشوش والإفراط في تبين «أنماط» حيث لا نمط، وذلك هو «الذهان»
psychosis
وما يصحبه من «هلاوس»
نامعلوم صفحہ