وأصبحت أنا والفتاة وحدنا، ونظرت إليها، وشجعتها نظراتي المشفقة الرحيمة، على أن تنظر إلي في اطمئنان، قالت في استعطاف: أرجوك يا دكتورة، ارحميني من هذا الأخ، سيقتلني!
واقتربت منها قليلا، فرأيتها تنظر إلى يدي في فزع، وتقول: هل ستكشفين علي! أرجوك، لا أستطيع! لا أستطيع!
ووضعت يدي في جيبي المعطف الأبيض لأطمئنها، وقلت لها وأنا أجلس إلى جوارها: لا تخافي، لن أكشف عليك، ولكن قولي لي الحقيقة، وسوف تكون سرا، لن أبوح به لأحد أبدا.
قالت: لا أحبه يا دكتورة، ولا أريد أن أتزوجه.
ونظرت إليها وابتسمت ابتسامة ذات معنى، فقالت: ولا أحب رجلا آخر.
وأحسست أن الفتاة لا تقول الحقيقة.
ووضعت رأسي بين يدي وفكرت ... إنني لن أكشف على الفتاة؛ لأن هذا ليس من حقي، إلا إذا طلبت مني ذلك، وهي لم تطلب، بل إنها ترفض!
وأخذت أنظر إلى ملامح الفتاة، لعلي أنزع الحقيقة منها، ولكني سرعان ما تراجعت، وقلت لها: حسنا يا فتاتي الصغيرة، سأخبر أخاك أنني لا شأن لي بهذا الموضوع.
ورأيت الفتاة تقبل نحوي في ذعر واستعطاف: لا ... لا أرجوك، سيذهب بي إلى طبيب آخر قد يكون فظا، قولي إنك كشفت علي، وأنني فتاة شريفة، هذا شيء يسير عليك يا دكتورة، مجرد كلمة تتفوهين بها تنقذين بها حياتي. إن أخي رجل قاس، إنه سيقتلني! ارحميني يا دكتورة!
سأقول لك الحقيقة: إنني أحب رجلا آخر وهو يحبني، وقد اتفقنا على الزواج في الشهر القادم، أقسم لك أنه لم يحدث بيننا شيء مخل بشرفي!
نامعلوم صفحہ