وقال الشرطي: يدعي هذا المجرم أنه من أهل البيت يا صاحب السعادة.
فأنعمت زينب هانم النظر في وجه الشاب بعينين أطفأت الخمر نورهما وقالت: كذب .. هذا لص جريء.
ولكن ساورها الشك في صحة بصرها، فمالت إلى زوجها وسألته بصوت خافت: أليس كذلك يا باشا؟
فنظر الباشا إلى الشاب بعينين ذاهلتين كعيني زوجه وقال: بلى .. بلى .. هذا لص ولا شك.
ثم مال على أذن لولو وسألها: أليس كذلك يا لولو؟
ولم تجب الفتاة، أو على الأصح لم تسمع السؤال، فسأل الباشا السائق: هل تعرف هذا الشاب يا حسن .. هل هو من أهلنا؟!
وكان السائق يختلس من لولو نظرات ملتهبة ويراقبها بارتياب، فقال بانفعال: هذا لص مجرم يا صاحب السعادة.
فقال الباشا للشاب بلسان متلعثم ثقيل: كيف تسول لك نفسك ادعاء قرابتي؟! - لست لصا يا صاحب السعادة. - فما كنت تفعل هنا؟ - لا أدري يا صاحب السعادة. - ما شاء الله .. هل سقطت من طائرة في حديقتي؟ - كلا يا سعادة الباشا .. ولكني وجدت نفسي بغتة في الحديقة .. لا أدري كيف ساقتني قدماي إلى هنا!
فقال الشرطي: ستجد نفسك في السجن إن شاء الله.
وغضب الباشا لمقاطعة الشرطي، وقال له بعنف: يا عسكري .. لا تقطع علي التحقيق.
نامعلوم صفحہ