407

ہمیان الزاد الی دار المعاد

هميان الزاد إلى دار المعاد

علاقے
الجزائر

وما بعدها، وهو قوله

يسألونك عن الخمر

و

ويسألونك عن اليتامى

فى المسلمين فليكن هذا فيهم أيضا، وقيل السائلون المؤمنون مطلقا إذ علموا بحرمة القتال فى الأشهر الحرام، ولما كتب عليهم القتال سألوا هل يحل ولو فى الأشهر الحرم. { وصد } أى منع مبتدأ عطف عليه { كفر } ، و { إخراج } والخبر قوله { أكبر } و { صد } و { كفر } معطوفان على { كبير } ، و { إخراج } متبدأ خبره { أكبر } والأول أولى، وصح الإخبار بأكبر عن الثلاثة لأنه اسم تفضيل غير معرف، وصح الابتداء لصد وهو نكرة لتخصيصه بما تعلق به وهو قوله { عن سبيل الله } أى التوحيد، أو الأحكام الشرعية، أو الأعمال الصالحات. { وكفر به } أى بالله. { والمسجد الحرام } هو مجرور بمضاف محذوف، وذلك المضاف مرفوع معطوف بالواو على صد، وصد المسج الحرام أى منعه عن المسلمين ودل عليه الصد المذكور كقوله

أكل امرء تحسبين امرءا ونارا توقد بالليل نارا

أى وكل نار إلا أن الدال فى البيت مضاف وفى الآية غير مضاف، بل تعلق به ما يصح أن يضاف إليه، ولا يصح عطفه على سبيل الله لئلا يلزم الفصل بأجنبى، وهو قوله { وكفر به } بين أجزاء الصلة، وذلك أن صد مصدر مقدر بموصول حرفى، وفعل وهو صلته، والمتعلق بهذا الفعل فى حين الصلة، وهو قوله { عن سبيل الله } وإذا عطف عليه المسجد كان من تمام الصلة، وإنما كان قوله { وكفر به } أجنبيا لأنه لا تعلق له بالصلة. وعطفه الزمخشرى كابن عطية على سبيل الله، أى عن سبيل الله، وعن المسجد الحرام، وأجاب عما ذكر من لزوم الفصل الأجنبى بأن قوله { وكفر به } فى معنى الصد عن سبيل الله، فكأنه لا فصل بأجنبى وبأن قوله { وكفر به } محله عقب قوله { والمسجد الحرام } إلا أنه قدم لشدة العناية، وإنما لم يجب بالتوسع فى الظروف لأنه يتوسع فيما تقديما لا فصلا كذا قيل ولم يعطف على هاء به، لأنه لا يعطف على المجرور المضمر المتصل إلا بإعادة الخافض إلا ضرورة، هذا مذهب الجمهور من البصريين، وأجازه الأخفش ويونس منهم، والكوفيون وأبو على الشلوبين، وابن مالك واختاره جماعة. { وإخراج أهله } أى أهل المسجد الحرام. { منه } أى وإخراج المشركين أهل المسجد الحرام من المسجد الحرام، وهم المسلمون، والنبى صلى الله عليه وسلم، لأنهم القائمون بحقوق البيت فهم أهله، ولو صاروا من أهل المدينة للهجرة بخلاف المشركين، فليس أهلا للمسجد الحرام لشركهم، وإخراج المسلمين من مكة والحرم إخراج من المسجد، إذ لا يصلون إليه مع منعهم من مكة والحرم. { أكبر عند الله } وزرا مما فعلته سرية عبد الله بن جحش خطأ وبناء على الظن وذلك

" أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث أمير المؤمنين عبد الله بن جحش ابن عمته الأسدى أميرا فى جمادى الآخرة، وقيل فى رجب قبل بدر الأولى بشهرين على رأس سبعة عشر شهرا من مقدمة المدينة فى ثمانية من المهاجرين، ليس فيهم أنصارى وهو تاسعهم وأمره عليهم. وقال ابن اسحاق فى إثنى عشر من المهاجرين هو ثالث عشر إلى نخلة على ليلة من مكة، يترصدون عيرا القريش، وكتب له كتابا وقال له " سر على اسم الله ولا تنظر فى الكتاب حتى تسير يومين فإن نزلت فافتح الكتاب واقرأه على أصحابك، ثم امض إلى حيث أمرتك ولا تستكره أحدا من أصحابك على السير معك " ، فسار عبد الله يومين ثم نزل وفتح الكتاب وإذا فيه " بسم الله الرحمن الرحيم، أما بعد فسر على بركة الله بمن معك من أصحابك حتى تنزل بطن نخلة فترصد بها عير قريش، لعلك تأتينا بخير " ، ولما نظر فى الكتاب قال سمعا وطاعة، وقال لأصحابه ذلك، وقال إنه صلى الله عليه وسلم نهانى أن أستكره أحدا، فمن كان أراد الشهادة فلينطلق معى، ومن كره فليرجع. ثم مضى معه ومضى أصحابه، ولم يتخلف عنه أحد حتى بلغ موضعا من الحجاز يقال له نجران، فاضل فيه سعد بن أبى وقاص، وعتبة بن غزوان بعيرا لهما يتعقبانه، فتخلف فى طلبه، ومضى عبد الله ببقية أصحابه، حتى نزلوا بطن نخلة بين مكة والطائف، فبينما هم كذلك، مرت عير لقريش تحمل زبيبا وأدما وخمرا وتجارة من تجارة الطائف - بفتح همزة أدم وداله أى جلودا مدبوغة أو بعضها، وإسكان الدال، لأن فيها زيتا وخمرا، وفى العير عمرو بن عبد الله بن الحضرمى، والحكم بن كيسان، وعثمان ابن عبد الله بن المغيرة أخوه، ونوفل بن عبد الله المخزوميان، وكان ذلك فى آخر يوم من جمادى الآخرة، يرون أنه من جمادى وهو من رجب فرمى واحد من أصحاب عبد الله بن جحش عمرو بن الحضرمى بسهم فقتله، فكان أول قتل من المشركين، وأسر الحكم وعثمان، فكان أول أسيرين فى الإسلام، وهرب نوفل ففاتهم وقد تبعوه، ووصل مكة فنظروا هلال رجب فلم يمكنهم الطلب، فقيل التقوا آخر يوم من رجب، وهابهم أصحاب العير، وعلم المسلمون بهيبتهم وقالوا احلقوا رأس واحد منكم فيتعرض لهم ليأمنوا، فحلقوا رأس عكاشة وأشرف عليهم، فأمنوا من الخوف، وقالوا قوم عمار فلا بأس علينا فتشاور المسلمون، وقالوا نحن فى آخر يوم من جمادى، فإن قاتلناهم هتكنا حرمة الشهر، وإن تركناهم الليلة دخلوا حرم مكة، فأجمعوا على قتلهم، فقتلوا عمرا، وأسروا عثمان، واستاقوا العير، فكانت أول غنيمة فى الإسلام، وقسمها عبد الله بن جحش وعزل الخمس قبل أن يفرض، وقيل قدموا المدينة بالغنيمة كلها، فقال النبى صلى الله عليه وسلم " ما أمرتكم بقتال فى الشهر الحرام " فأخر الأسيرين والغنيمة حتى رجع من بدر، فقسمها مع غنائم بدر "

، وفى رواية

" قالت قريش قد استحل محمد الشهر الحرام، فسفك فيه الدماء، وأخذ الحوائب، وعير بذلك أهل مكة من كان بها من المسلمين، وقالوا يا معشر الصباة استحللتم الشهر، وقاتلتم فيه. فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال لابن جحش وأصحابه " ما أمرتكم بالقتال فى الشهر الحرام " ووقف العير والأسيرين، وأبى أن يأخذ شيئا من ذلك. فعظم ذلك على ابن جحش وأصحابه فظنوا أن قد هلكوا، وسقط فى أيديهم، فقالوا يا رسول الله إنا أصبنا ابن الحضرمى، ثم أمسينا فرأينا هلال رجب، فلا ندرى أفى رجب أصبناه أم فى جمادى؟ وأكثر الناس فى ذلك، فأنزل الله هذه الآية، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم العير فعزل منها الخمس، وقسم الباقى بين أصحاب السرية، ولما نزلت الآية كتب بها عبد الله بن جحش، وقيل عبد الله بن أنيس ولعلهما كتبا معا فأخبر كل راو بما علموا إلى أن من فى مكة بعد أن كتبوا إلى ابن جحش إن المشركين عيرونا بالقتال فى شهر تغمد فيه الأسنة، ويأمن فيه الخائف، ويتفرق الناس فى معايشهم، وقالوا تزعمون مع ذلك أنكم على دين فهل حل ذلك؟ وفى ذلك قال عبد الله بن جحش * تعدون قتلا فى الحرام عظيمة * وأعظم منه لو يرى ذاك راشد * * صدودكم عما يقول محمد * وكفر به والله وراء وشاهد * * سقينا من ابن الحضرمى راجنا * بنخلة لما أوقد الحرب واقد * وبعث أهل مكة فى فداء الأسيرين، قال " بل نبقيهما حتى يقدمنا سعد وعتبة، وإن لم يقدما قتلناهما بهما " ولما قدما فإذا هما فالحكم أسلم وأقام مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة، حتى قتل يوم بئر معونة شهيدا، وأما عثمان فرجع إلى مكة ومات بها كافرا، وأما نوفل فضرب بطن فرسه يوم الأحزاب ليجاوز الخندق، فوقع فيه مع فرسه فتحطما جميعا، وقتله الله، فطلب المشركون جيفته بالثمن، قال صلى الله عليه وسلم " خذوه فإنه خبيث الجيفة خبيث الدية "

نامعلوم صفحہ