ولتكونن من الخاسرين
فلأنه ترك ما هو الأولى له، فظلم نفسه ونقصها الحظ بتركه. ويأتى كلام فى بعض تلك الآيات، وإنما أمره بالتوبة ولقنه إياها، ليتدارك ما فاته مما هو أولى، وإنما أخرجه من الجنة ونزع لباسه وفاء لقوله
إنى جاعل فى الأرض خليفة
وجزاء لتركه الأولى أو جرى عليه الإخراج والنزع، كما يجرى الضر على من تناول سما جاهلا له، فإنه يضر من جهله ومن علمه، لا على المؤاخذة، وذلك من القضاء الأزلى عليه، كما يقضى فى الأزل على من يموت بالسم جهلا به بعد وجوده، وذلك أنه زين له إبليس فقاسمه، فكف نفسه مراعاة لحكم الله، فنسى وسوسة إبليس، وقد أثرت فى طبعه ميلا، فأكل منها بالميل الطبعى، لا لمطاوعة إبليس لنسيانه وسوسته، لكن قول { فدلالهما بغرور } ونحوه من الآيات والأخبار، يدل على أنه أكل باغتراره بها، غير أنه يحتمل التأويلات المذكورة ونحوها مما يأتى، وذكر كثير من قومنا ما يوافقنا. قال عياض فى الشفاء وأما قصة آدم - عيله السلام - وقوله تعالى { فأكلا منها } بعد قوله { ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين } وقوله
ألم أنهكما عن تلكما الشجرة
وتصريحه تعالى عليه بالمعصية بقوله
وعصى آدم ربه فغوى
أى جهل. وقيل أخطأ فإن الله تعالى قد أخبر بعذره بقوله
ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسى ولم نجد له عزما
قال ابن عباس نسى عداوة إبليس، وما عهد الله إليه من ذلك، بقوله
نامعلوم صفحہ