ويسألُني عمّي ثمانينَ ناقةً ... وما ليَ يا عفراء غيرُ ثمانِ
فيا وارثي مالي ويا طالبي دمي ... خُذا بدمي منْ لو يَشاءُ شَفاني
خُذا بدمي من قدْ رَماني بسهمه ... فأقصدَني بالسَّهْمِ حينَ رَماني
هوى ناقتي خَلفي وقُدّامي الهَوَى ... فإنّي وإيَّاها لمخْتَلفانِ
وقال كعب بن زهير:
فلا يَغرَّنْكَ ما منَّتْ وما وَعَدتْ ... إنّ الأمانيّ والأحلامَ تَضْليلُ
فما تدومُ علَى حالٍ تكونُ بها ... كما تَلوّنُ في أثوابها الغُولُ
ولا تمسّكُ بالعهدِ الَّذي عهدَتْ ... إلاَّ كما يُمسكُ الماءَ الغَرابيلُ
كانتْ مواعيدُ عُرْقوبٍ لها مثلًا ... وما مواعيدُها إلاَّ الأباطيلُ
وقال آخر:
بيضُ أوانسُ ما هَمَمْنَ بريبةٍ ... كظِباءِ مكّةَ صَيْدُهنَّ حرامُ
يُحْسَبْنَ من لينِ الكلامِ زَوانيًا ... ويَصُدّهنّ عن الخنا الأسلامُ
وقال آخر:
يا مُنتهى الوصفِ في جمالِكْ ... ألا تحرَّجْتَ من فَعالكْ
زعمْتَ أنّي رَخِيّ بالٍ ... يا ليتَ حالي غَدتْ كحالِكْ
لا سلمَتْ من هواك روحي ... ولا تمتَّعتْ من نَوالكْ
إنْ كنتُ أبكي علَى رُقادي ... إلاَّ لِشوقي إلى خيالكْ
وقال آخر:
لقد بخِلَتْ عليَّ بكلِّ شيءٍ ... من المعروف حتَّى بالسّلامِ
فقلت لها بخلتِ عليَّ يَقْظى ... فجودي بالخيال لمستهامِ
فقالت لي وأنتَ تنام أيضًا ... فتطمعُ أنْ تراني في المنامِ
أنشدني ناصر بن منصور:
ولستُ بواصفٍ أبدًا حبيبًا ... أُعَرِّضهُ لأهواءِ الرجالِ
كأنّي أطلبُ الشُّركاءَ فيه ... وآمَنُ فيه أحداث الليالي
وما بالي أُشوّق عينَ غيري ... إليه ودونه سِتْرُ الحِجالِ
وقال ابن المعتز:
وزائرةٍ يقتادُها الشّوقُ طارِقَهْ ... أتَتْنا من الفِردوس لا شكّ آبِقَهْ
إذا ما تثنّتْ قالَ للريحِ قَدُّها ... كذا حركي الأغصانَ إن كنتِ حاذِقَهْ
وقال آخر:
يا نسيمَ الرَّوْضِ في السَّحَرِ ... وشبيهَ الشَّمسِ والقمرِ
إنّ من أسهرتَ ناظرَه ... لَقريرُ العينِ بالسَّهَرِ
وقال آخر:
أتتني تُؤنبني بالبُكا ... فأهلًا بها وبتأنيبها
تقولُ وفي قولها حِشْمةٌ ... أتبكي بعينٍ تراني بها
فقلتُ إذا استحسنَتْ غيركمْ ... أمرتُ الدموعَ بتأديبها
آخر:
مساكينُ أهلُ الحبِّ حتَّى قبورُهمْ ... عليها تُرابُ الذُلِّ بينَ المقابرِ
آخر:
مساكينُ أهلُ الحبِّ لستُ بمُشْترٍ ... حياةَ جميعِ العاشقينَ بِدانقِ
آخر:
مساكينُ أهلُ الحبِّ كم من بليَّةٍ ... يُقاسونَها في قُربِ دارٍ وفي بُعْدِ
يُروى للرشيد:
وتَنالُ منك بحدِّ مقلتها ... ما لا ينال بحدّهِ النَّصْلُ
وإذا نظرتَ إلى محاسنها ... فبكلِّ موضعِ نظرةٍ قَتْلُ
ولِوَجْهها من وجهِها قمرٌ ... ولِعَيْنها من عينها كُحْلُ
وقال إبراهيم النظّام:
دقّتْ محاسِنُه فجلَّ بها ... عن أن يَحيطَ بوصفه لَفْظُ
نطقَ الجمال بعُذرِ عاشقِه ... في العالمينَ فأُخْرسَ الوعظُ
وله:
ولو أنَّ جلدي غَشّني في وِصالها ... وعَيّرني فيها خرجتُ من الجِلْدِ
ولو لَبسَتْ ثوبًا من الورد خاليًا ... لَخدّشَ منها جلدَها ورقُ الوردِ
يُخدِّشها مسُّ الحريرِ لِلينها ... وتشكو إلى داياتها ثِقَلَ العقْدِ
وقال آخر:
وإذا الدُرُّ زانَ حُسنَ وُجوهٍ ... كان للدرِّ حُسْنُ وجهك زَيْنا
وتزيدينَ طَيِّبَ الطيبِ طيبًا ... إذْ تَمسّيه أينَ مثلُكِ أينا
أنشدني أحمد بن حاتم المنقري:
قمرٌ قامر قلبي فَقمرْ ... صيّرَ العينَ من الضَّعْفِ أثَرْ
قمر مذْ حلَّ قلبي حبُّه ... لم يدعْ منِّي سوى قلبِ القمرْ
وقال مجنون بني عامر، وهو قيس بن الملوّح:
يقولونَ لو عزّيتَ قلبَك لارْعوَى ... فقلتُ وهل للعاشقينَ قُلوبُ
ولو أنَّ ما بي بالحصى فلقَ الحصى ... وبالريحِ لم يُسْمَع لهنَّ هُبوبُ
1 / 13