Hiero ، فيما بين سنتي 476، 473ق.م. (وهذه هي السنة السابقة لإبادة الفرس). ولما كان هذا الملك القبرصي صديقا للأدباء وحكما بالغ الذوق، فقد سما ببلاطه إلى درجة رفيعة حتى إن الشعراء ذوي أرفع العبقريات في الوطن ، أمثال بندار وسيمونيديس وباكخوليديس، قد وجدوا من المريح لهم قبول كرم ولطافة حام لا يوجد خير منه في فن تقدير من اعتبروا ملوك فناني عصرهم في بلاد الإغريق. وربما كانت زيارة أيسخولوس الأولى للغرب ذات صلة باحتفال هييرو بإعادة بناء مدينة إتنا
Etna
سنة 476/475ق.م. ونرى في مسرحية «نساء إتنا
Women of Etna » أن الشاعر ترك المصادر العليا للميثولوجيا البانهيلينية
، ووجد ضمانا في طقوس الصقليين المحلية للتكهن بالرخاء الذي استقاه من مؤسسي تلك المدينة عند سفح الجبل الذي ثار في سنة 478/479ق.م. (أو تبعا لثوكوديديس
Thucydides
13
في سنة 476/475ق.م.) فأوحي إليه بالفقرة الشهيرة في بروميثيوس (سطر 347)، والوصف الأكثر روعة في قصيدة بندار لهييرو. وربما شاهد أيسخولوس بنفسه ثوران ذلك البركان، ولكن تصويره لهذا المشهد أقل حيوية من تصوير الشاعر الغنائي له. وإذا كان قد كتب تلك الفقرة بعد مضي مدة طويلة، فمن المعقول أنه دخل المسابقة عمدا مع بندار الذي ألف قصيدته في سنة 470ق.م. ومهما كان هذا الأمر، فما من أحد من زملائه يمكن أن يكون قد دخل المسابقة مع أيسخولوس عندما أجاد عرض مسرحية «الفرس» هناك، وهي مسرحية عن الحرب، توجت من قبل بالجائزة الأولى في أثينا. وقد ذهب أيسخولوس وقتذاك إلى قبرص، لا ليكسب الشهرة، بل ليتسلم جائزة الشهرة.
لا ينظر صغار الذكاء إلى العظماء إلا في ضوء صغرهم، فقد عزيت مغادرة أيسخولوس لبلاد الإغريق وذهابه إلى صقلية، نقول عزيت في العصور القديمة إلى أنه ذاق جذور المرارة بسبب تفضيل الشاعرين سيمونيديس وسوفوكليس عليه، أو لأنه لم يستطع احتمال روح ذلك العصر. وما قصة انسحاب أيسخولوس إلى صقلية بسبب غيظه من اندحاره على يدي سوفوكليس، إلا قصة تافهة وسخيفة. لا بد أن كان أيسخولوس، في نفس السنة التي انتصر فيها سوفوكليس (سنة 468ق.م.)، في أثينا يكتب مسرحيته «الأوديبوديا
Oedipodea »، استعدادا للعيد الدرامي في العام التالي. أما سبب سفره إلى صقلية في سنة 458ق.م. بعد عرض «الأوريستيا
نامعلوم صفحہ