17 ، ليتها تحضر - فإذ كانت ربة، كما هي، فإنها تسمع من مسافة بعيدة - لتكون مخلصتي من محنتي!
الكوروس :
كلا، كن على يقين من أنه لن ينقذك من الهلاك أي إله، لا أبولو ولا أثينا، بل تظل محتقرا ومهملا، ولا تعرف أين يكون الفرح في روحك - وإنما ستكون ذبيحة عديمة الدم، للقوى السفلى، شبحا لنفسك.
ماذا! ألا تكلف نفسك حتى مئونة الرد؛ بل تحتقر كلامي أيتها الضحية المسمنة والمكرسة لي؟ لن تذبح على مذبح، وإنما ستكون وليمتي وأنت حي، وستسمع الآن أنشودتي التي تربطك بتعويذتها.
هيا، الآن إلى الرقص أيضا إذ عزمنا على عرض أنشودتنا المحزنة، ونبين وظيفتنا، فكيف تدير جماعتنا شئون البشر. نعلن أننا عادلات ومستقيمات. من يمد الأيادي غير مدنسة فلن يعتدي عليه أي غضب لنا، ويقضي حياته كلها سليما بغير أذى. أما من يقترف الجريمة التي اقترفها هذا الرجل ويخف يديه الملوثتين بالدماء، فإننا نقدم أنفسنا كشاهدات عادلات لأجل القتيل، ونظهر ضده إلى النهاية كمنتقمات للدم المسفوك.
يا ربة الليل الأم، أيتها الأم التي ولدتني لأكون عقابا للموتى وللأحياء، اسمعيني! لأن ابن ليتو
Leto
يريد أن يجلب العار علي بالإفلات من قبضتي؛ أنت أيها النذل القابع، والذبيحة الملائمة للتكفير عن دم الأم.
هذه أنشودتنا تنزل على فريستنا المكرسة لنا، زاخرة بالجنون، مفعمة بالخبل، تبلبل المخ، أنشودة الفوريات تعويذة تربط الروح دون أن تصاحبها أية نغمة على القيثارة، توهن حياة ذلك الرجل البشري.
لأن هذه هي الوظيفة التي عهد بها إلينا المصير الدائم المعرفة وهو يغزل خيط حياتنا، وظيفة نحتفظ بها دون تغيير؛ أن ننزل على أولئك البشر الذين يقترفون جريمة قتل الأقارب، ننزل عليهم إلى أن يأتي الوقت الذي يمرون فيه إلى ما تحت الأرض، ولا يتمتعون بحرية كبيرة بعد الموت.
نامعلوم صفحہ