Hamad Allah Dhatahu al-Kareemah fi Ayat Kitabih al-Hakeemah
حمد الله ذاته الكريمة في آيات كتابه الحكيمة
ناشر
الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
اصناف
المقدمة
الحمد لله الذي حمد ذاته الكريمة قبل أن يحمده الحامدون، وأشهد أن لا إله إلا الله سبّحت بحمده الملائكة المقربون، وأشهد أنّ نبينا وسيدنا محمدًا عبد الله ورسوله الصادق المأمون، صلّى الله وسلّم عليه وعلى آله وصحبه عدد ما ذكره الذاكرون وغفل عن ذكره الغافلون.
وبعد؛ لمّا منّ الله ﵎ بما يسّر لي من الدراسة والبحث حول مواضع تسبيحه لذاته العليّة في آيات كتابه السنيّة؛ عقدت العزم على تتبّع مواضع حمده تعالى لذاته؛ لِما أنّ الحمد صنو التسبيح وقرينه من جهة، ولِما أنّ حمده سبحانه لذاته في أمر من الأمور يدلّ على أهمية وعظم شأن ذلك الأمر من جهة أخرى؛ إذ يخصّه ﷿ بهذا المقام الخاص اللائق بجلاله وعظمته.
هذا وقد قيل في سبب حمده لذاته تعالى أنه لمّا علم عجز عباده عن القيام بواجب حمده مع عظم نعمه وآلائه حمد نفسه بنفسه في الأزل، وليدلّ على كونه محمودًا أزلًا وأبدًا بحمده سواء حمد أو لم يحمد، فهو مستغن بذلك عن حمد الحامدين، وليومئ - أيضًا - أنه لايليق بذاته إلا حمده الصادر عنه سبحانه.
وعلى هذا فحريّ بي أن أتأمّل في هذه المواضع القرآنية وأفيد منها في إظهار عظمة الله ﵎ بصفاته العليا وآياته الكبرى ونعمه العظمى التي لا تعدّ ولاتحصى.
ومن بعد التتبع لتلك المواضع وجدت أن الله عزوجلّ حمد ذاته الكريمة في خمسة عشر موضعًا عند أمور مختلفة وشؤون شتى. فشرعت في دراستها وتحليلها وكشف لطائفها وأسرارها متوكلًا على الله تعالى طالبًا منه السداد والهدى.
ولقد قسّمت هذه الدراسة إلى أربعة عشر فصلًا، لكلّ موضع فصل مستقلّ
1 / 13