استدار تراينور مواجها إياه وقال: «على أساس مؤقت ربما، بمجرد أن أحصل على موافقة مجلس الإدارة على هذا الإجراء. سننظر هذا الأمر لاحقا.» «وماذا سيحدث الآن؟» «يجب اتخاذ بعض القرارات. لقد سمحت لهم بالحفاظ على حالة جيري تشابمان حتى الآن، لكن بمجرد أن نتمكن من حل مشكلة إخراج الدكتورة هايوود من ذلك الاتصال، أنوي تسليم زمام المشروع لهورن بحيث يتخذ الإجراءات الملائمة.»
كانت مشاعر الحزن تغمر جونزاليس لأسباب يعجز عن شرحها لذلك الرجل، وبدلا من ذلك قال: «انظر يا تراينور، أنا متعب بشدة.» «بالتأكيد يا ميخائيل. استرح قليلا وهون على نفسك. سنتحدث بمجرد أن تشعر أنك بحال أفضل، لكنني أعرف ما أحتاجه في اللحظة الحالية.»
غادر تراينور، واستلقى جونزاليس لبعض الوقت على سرير المستشفى المرتفع في الهواء، وعقله يفكر في أمور عدة من دون نمط ظاهري محدد، بينما أخذ العالم من حوله يرسل إشاراته المبهمة والقلق يسري داخله في موجات قوية.
فكر جونزاليس في نفسه قائلا: «الأحمق اللعين!» بينما كانت ابتسامة تراينور المتشفية تلوح أمام عينيه. كم أكرهك. ثم تعجب من عنف ما كان يشعر به.
غفا قليلا ثم فتح عينيه وعلم أنه بحاجة إلى أن يحاول الحركة. تحرك أحد الروبوتات على الأرضية نحوه وقال: «أتريد مساعدتي؟»
قال جونزاليس: «ابق هنا ريثما أخرج من الفراش. لست واثقا من أنني سأتحرك على نحو جيد.»
تحرك الروبوت إلى جوار الفراش، ومد مجموعتين من الأذرع الخارجية وقال: «انتظر، يمكنك استخدامي في النزول.»
تحرك جونزاليس بحرص شديد، فأمسك بالأذرع الشبيهة بالمخالب، ودلدل ساقيه من جانب السرير، ثم خطا على ظهر الروبوت، ثم على الأرضية، وقال: «أشكرك، أحتاج إلى الاغتسال.» «عفوا، ستجد الحمام وراء ذلك الباب.» •••
أخبر الروبوت جونزاليس بالمكان الذي يستطيع أن يجد فيه ليزي وتشارلي. نزل جونزاليس، على ساقين متقلقلتين، عددا من درجات السلم ثم استدار نحو رواق مكسو بألواح ليفية من الغبار القمري مدهونة باللون الأزرق ومطعمة بهياكل من الألمنيوم. وفي منتصف الرواق وصل إلى باب معلق فوقه لافتة تقول «مرفق التحكم الرئيسي». أضاءت لافتة على الباب بالكلمات «انتظر التحقق»، ثم «ادخل»، وانفتح الباب.
كان تشارلي يجلس بين مجموعة من شاشات المراقبة، وأمامه كانت أغلب الأضواء تومض باللونين الأحمر والكهرماني. اعتقد جونزاليس أن تشارلي كان يبدو أشد حزنا وأكثر إرهاقا مما كان قبل ذلك. وقفت ليزي إلى جواره، ونظر جونزاليس إليها في بهجة وارتياح. قال: «مرحبا.» فقال تشارلي: «أهلا.» أما ليزي فقد لوحت بيدها وابتسمت ابتسامة مقتضبة، لكن بدا هذان الفعلان آليين، وكأنها تودع قريبا لها من نافذة قطار مغادر. تحول قلق جونزاليس إلى انفعال جياش، ووجد نفسه عاجزا عن التحدث بكلمة.
نامعلوم صفحہ