ما الجديد في هذه الأخبار؟ تساءل جونزاليس. حري بها أن يسموها «أخبارا قديمة». رباه! تبدو هذه الأمور وكأنها قائمة منذ قديم الأزل.
قال: «ميميكس، ما رأيك في الهجوم؟»
أجابه جهاز «الميميكس»: «أمر خطير. نحن محظوظون أن ظللنا على قيد الحياة.» بدا أكثر خنوعا بقليل في أعقاب الرحلة داخل البيضة، كما لو أنه هو الآخر كان على مشارف الموت. لم يعلم جونزاليس كيف يشعر بهذه الأمور، نظرا لقدراته الشعورية المحدودة، حسب ظنه، وعدم قدرته على الشعور بالخوف.
سأله جونزاليس: «ما الذي يحدث في العالم الواقعي؟» «تركت لك والدتك رسالة. أتريد أن تراها الآن؟» «ولم لا؟»
ظهرت والدته على الشاشة وهي مستلقية على كرسي حدائق، ووجهها مختف خلف قناع يقيها من الشمس، وجسدها الذي لا تغطيه إلا قطعة بكيني واحدة ذات لون بني. جلست وقالت: «ألا تزال في ميانمار يا عزيزي؟ متى ستعود؟ أود الحديث إليك، لكنني لن أدفع مثل هذه التكاليف.»
أزاحت القناع الشمسي. كانت بشرتها مسمرة وبنيتها طيبة، وكان وجهها خاليا من التجاعيد تقريبا، رغم أن جلدها كان يتسم بتلك الرقة المميزة لعمرها. لم يكن ثدياها متهدلين كثيرا، وبدت من حيث الوجه والجسد كما لو كانت امرأة رياضية في الخمسين من عمرها تعرضت كثيرا للشمس، رغم أنها ستكمل عامها السابع والثمانين الشهر المقبل.
توفي والد جونزاليس من جراء تفش خاطف لوباء الإنفلونزا بينما كان الوالدان يزوران مدينة نابولي، ومنذئذ وجهت والدته طاقتها واهتمامها للحفاظ على صحتها ومظهرها. كانت تقضي نصف عامها في فيلات كوزوميل للتجديد؛ حيث أبقتها عمليات زراعة الأنسجة وإعادة التشكيل الجينية شابة. أما بقية الوقت فكانت تسكن في طابق كامل بأحد المباني غير المرتفعة بأحد الكمبوندات على شاطئ فلوريدا الذهبي المتدهور، إلى الشمال مباشرة من مدينة ميامي. كانت تدفع مقابلا باهظا، لكن كان بمقدورها تحمله.
كانت هي ووالده عضوين مميزين في جماعة الشيوخ الحاكمة؛ تلك العصبة الدائمة التوسع من الأغنياء والعجائز الذين ينافسون الشباب على موارد المجتمع. كان الشباب يمتلكون القوة والطاقة، بينما امتلك العجائز الثروة والسلطة والدهاء. لا وجه للمنافسة: فالشباب دون سن الثلاثين دائما ما يقولون إن هدفهم في الحياة هو «أن أعيش حتى أكون عجوزا بما يكفي كي أستمتع بها.»
وضعت والدة جونزاليس رداء قطنيا باللونين الأبيض والأزرق فوق كتفيها وقالت: «اتصل بي. سأكون بالمنزل في غضون أسبوع أو نحو ذلك. دمت بخير.»
كانت حواراتهما، ورسائلها المسجلة، دائما ما تجعلانه يشعر بالحيرة والغضب، لكن اليوم كان انغماسها في الذات أكثر من المعتاد. كان يريد أن يقول لها: «لقد شارفت على الموت، لقد كادوا يقتلونني يا أمي.»
نامعلوم صفحہ