قالت ليزي بكلمات لاذعة كالحمض: «في هذه الحالة سأوصي بإبطاء فوري للعمل. يمكنكم محاولة إدارة المدينة بأنفسكم.»
كان وجه هورن محتقنا، وعكف على الكتابة بسرعة في مفكرته.
نظر تراينور إلى السقف، وقد شخص بصره. فكرت ليزي في نفسها قائلة: «نعم، استمع لآلتك، احصل على بعض المشورة العقلانية.» جلس تراينور رافعا يده، كي يشير إلى أنه سيتحدث عما قريب، ثم قال: «أحضروهم.»
قالت ليزي: «إنهم مستعدون.» ثم نقرت مفتاحا مثبتا إلى سطح الطاولة أمامها، فظهر نحو ربع أعضاء الجمعية على الشاشة؛ بينما كان البقية يعملون. كان كثير منهم يتحدثون معا، لكن كانت التوءمان تجلسان في الصف الأمامي، وكانتا صامتتين ومتوترتين.
قال تراينور: «حسنا، إنهم هنا. ماذا بعد؟»
تساءلت ليزي: «هل من تعليقات حول ما يحدث؟» توقف الحديث الدائر بين أعضاء الجمعية، ونظروا جميعا إلى الشاشة.
وقف ستامدوج، رافعا جسده الضخم من على الأرض وهو يلهث بصوت مسموع، وتحرك بعيدا عن الحشد، وقال: «ألف ... لا تزال هناك. لكن بعيدا، تفعل، نعم تفعل، تفعل ... شيئا آخر.» ثم لوح بيده، محاولا نحت الهواء غير المرئي إلى الأشياء التي لم يستطع وصفها، ثم تراجع وجلس مجددا.
قالت ليزي: «أشكرك.» تبادل تراينور وهورن النظرات، وقد بدت الدهشة واضحة عليهما. فكرت ليزي قائلة في نفسها: «أحمقان.»
وقفت إحدى التوءمين. كانت ترتدي تنورة سخيفة الشكل مصنوعة يدويا مرسوما على مقدمتها شكل أرنب. كان وجهها الخمري تتخلله خطوط من الطلاء الأبيض. قالت: «تدور الجرافات، عجلات ضخمة تحت أقدامكم، بينما تدور هالو حول نفسها، وهي تدفع الرياح في أرجاء المدينة، وتنشر البذور وحبوب اللقاح، وتجعل نسمات الهواء تهدئ حدة الغضب. تتابع الأيام والليالي. وتبدأ المواسم مجددا، تحرك الجذور الميتة، وتخلط الذكرى بالرغبة. تنمو المحاصيل، ونتناولها. يتحول الطعام إلى غائط، ونموت.»
وقفت التوءمة الأخرى، التي ترتدي زيا أسود، وقالت: «ومن وسط الغائط والموت تأتي الحياة. لقد وضع جثمان جيري في المحرقة، وتخلى عن أعضائه، ومنحها للمدينة. غير أنه لا يزال يعيش ويتأرجح على شفا الفناء النهائي في عالم آخر تمسك فيه ألف ببشرية جيري الممتدة كلها في قبضتها الحنون.»
نامعلوم صفحہ