سار جونزاليس عبر ممر موحش انخفض فيه السقف حتى ارتفاع لا يزيد عن القدم فوق رأسه، وكانت الأشكال المظلمة للماكينات الضخمة تلوح في ضوء الشفق. هنا، في أعمق طبقات المدينة، كان بوسعه سماع أكثر أصوات هالو بدائية؛ الماء الآتي من العالم العلوي وهو ينهمر ويقرقر ويتدفق، وألواح البدن وهي تئن تحت وطأة التسارع، والتوربينات وهي تهدر.
صار فجأة واعيا بوجوده على مقربة من الدرع الثابتة، دائرة الصخور المسحوقة التي استقرت خارج حافة المدينة الخارجية مباشرة، وتحمي قاطني هالو ذوي الأجساد الرخوة من دفقات الإشعاع التي يمكن أن تشوي لحومهم. وعلى مسافة مترين على الأكثر داخل الدرع الخارجية، كانت الحلقة الحية تدور بسرعة تناهز مائتي ميل في الساعة، وخطرت فجأة على بال جونزاليس صورة للاثنين وهما يتلامسان، وعن التبعات الكارثية لذلك؛ هالو وهي تمزق نفسها إربا بينما تتحطم الحلقة الهشة على الصخور الضخمة الثابتة.
تجمد جونزاليس حين رأى أشياء غريبة الشكل وهي تتحرك بين الماكينات المزدوجة. صاح: «ماذا؟ ماذا؟»
الظلال والضوء ...
أمامه كانت توجد بقعة من الضوء الأصفر الدافئ، وجرى جونزاليس نحوها. وفوق باب مفتوح كانت اللافتة تقول:
المصعد الداخلي للشعاع رقم 3.
مخصصة للماكينات الثقيلة.
كانت أرضية المصعد من المعدن المثلوم، وكانت الحوائط مكسوة بدعامات واقية منثنية من الفولاذ اللامع. خطا جونزاليس إلى الداخل.
تساءل جونزاليس: «هلا أخذتني إلى الأعلى؟»
قال المصعد: «نعم. إلى أي ارتفاع تريد الذهاب؟» «إلى البوابة الصفرية.» ونظر جونزاليس إلى الظلام الذي تركه خلفه، وقد أدرك أنه لا يزال يشعر بالخوف من أن أيا كان ما رآه هناك سيتحقق. قال: «دعنا نذهب من فضلك.» وانغلق الباب، وشعر بدفعة التسارع وسمع صوت المحركات الكهربائية.
نامعلوم صفحہ