ہکذا تکلم نصر ابو زید
هكذا تكلم نصر أبو زيد (الجزء الأول): من نص المصحف إلى خطابات القرآن
اصناف
وهذه تؤكد أنهم من الخارجين عن الاختصاص. هذا معنى الآية، أحب من أحب وكره من كره.
هل الآية تضع قانونا لتفسير القرآن؟ هذا سؤال ثان، هنا خرجنا من الأزمة الكلاسيكية إلى سؤال أهم. خاصة وأن القرآن في صيغات أخرى يتحدث أن كله محكم وفي صياغات أخرى كله متشابه
كتاب أحكمت آياته . لكن هذه هي المشكلة التي أثيرت، صار التأويل أداة للجمع بين المحكم والمتشابه، فهم المتشابه في ضوء المحكم. إذا تعارض المعنى يصبح التأويل مجالا خصبا لفك هذا التعارض بين المحكم وبين المتشابه، وهذا ما يقوله ابن رشد.
تركز الخلاف في التأويل في هذه القضايا. أما في قضايا التأويل فهناك خلاف بين الأشاعرة وبين المعتزلة في قضايا التوحيد والصفات بشكل عام. هناك اختلاف حول قضية رؤية الله عز وجل مثلا يوم القيامة. يعني
وجوه يومئذ ناضرة * إلى ربها ناظرة (75/القيامة: 22، 23) هذا دليل محكم عند أهل السنة، والأشاعرة على أن الإنسان يوم القيامة يرى الله بنظره بالعين المجردة. عند المعتزلة هذه قضية لاهوتية مستحيلة؛ لأن رؤية الله سبحانه وتعالى تعني أنه في جهة، وبالتالي يفرقون بين النظر والرؤية. يقول نظرت إليك ولم أرك، نظر إلى الهلال ولم يره، فيه خلاف رهيب جدا جدا، لكنه متوقف عن هذه القضايا اللغوية الجزئية. هل نرى الله يوم القيامة أو لا نرى الله يوم القيامة؟ هذا هو السؤال.
لا تدركه الأبصار
عند المعتزلة هو المحكم، وتصبح
وجوه يومئذ ناضرة * إلى ربها ناظرة
هي المتشابه الذي يجب أن يؤول لكي تتفق مع المحكم، تجزؤ القرآن هنا طبعا خارج السياق تماما، وكلا الفريقين قد اعتمد على هذا، على انتزاع الآية من السياق، ومحاولة إخضاعها المعنى اللاهوتي المسبق، القناعة اللاهوتية المسبقة.
في قضايا التوحيد الأخرى، هناك المنزهة المعتزلة والأشاعرة، والمشبهة الذين يقولون إن لله يدا ووجها ولكن ليست كأيدينا، والاستواء معروف والكيف مجهول، والحديث عنه بدعة، والإيمان به واجب. وأنا حتى الآن لست فاهما كيف يكون الشيء معروفا أو مجهولا في نفس الوقت، فإذا كانت الكيفية مجهولة فلا تتحقق المعرفة؛ لأنها معرفة بلا كيفية يعني. إنما العبارة أصبحت تستخدم دون تفحص، ليست هذه قضيتنا على أي حال، لكن الخلاف في التوحيد تضاءل. وهنا عبد القاهر حينما يتكلم عن المعتزلة باعتبارهم «مفرطين»؛ لأن الأشاعرة يتفقون مع المعتزلة في تأويل آيات التشبيه ويختلفون معهم في العدل، أي في خلق الأفعال، في نسبة الهدى والضلال إلى الله، وهذه قضية تطول، والمشيئة الإلهية.
نامعلوم صفحہ