ہکذا تکلم زرادشت
هكذا تكلم زرادشت: كتاب للكل ولا لأحد
اصناف
وابتسم زارا وقال: وهل لزعاف الأفعى أن يقتل تنينا؟ خذي سمك، إنني أعيده إليك فلست من الغنى على ما يسمح لك بتقديمه هدية لي.
وسارعت الأفعى إلى الالتفاف حول عنق زارا تلحس جرحه.
وقص زارا هذه الحادثة يوما على أتباعه فقالوا له: وما هو المغزى الأدبي لهذه القصة، فأجاب: إن أهل الصلاح والعدل يدعونني هداما للمبادئ الأدبية فقصتي لا تتفق وهذه المبادئ.
إذا كان لكم عدو فلا تقابلوا شره بالخير؛ لأنه يستصغر بذلك نفسه، بل أكدوا له أنه أحسن بعمله إليكم، والأجدر بكم ألا تحتقروا أحدا، تظاهروا بالغضب، وإذا وجهت اللعنة إليكم، فلا يسرني أن تمنحوا البركة، إن ما يسرني هو ألا تأبوا اللعن أنتم أيضا، وإذا ما أنزلت بكم مظلمة كبيرة فبادلوا المعتدي مثلها، وأرفقوها بخمس مظالم صغرى؛ لأنه ما من مشهد أشد قبحا من مشهد من لا يخضع إلا للظلم.
إن اقتسام المظالم بالتساوي إنما هو مساواة بالحق، فهل كنتم تعرفون هذا من قبل؟ من يقدر على إرهاق الناس بظلمه فعليه أن يحتمل هو الظلم أيضا.
لئن ينتقم الإنسان قليلا فذلك أدنى إلى المعروف، وليس من الإنسانية أن يترفع المظلوم عن الانتقام. إنني لأنفر من اقتصاصكم إذا لم يكن عبارة عن حق تؤدونه للمعتدي، فإن من يسند الخطأ إلى نفسه لأنبل ممن يعلنون في كل آن أن الحق في جانبهم، وأخص من هؤلاء من كانوا حقيقة على صواب. إن أغنياء الروح لا يفعلون هذا.
إنني أكره عدالتكم الباردة، فإن في عيون قضاتكم ازورار الجلاد ولمعان سيفه، فأين العدالة تلمح في عينيها الصفاء. أوجدوا لي الحب الذي لا يكتفي بحمل كل أنواع العقاب، بل يحمل أيضا جميع الخطايا.
أوجدوا لي العدل الذي يبرئ الجميع ليحكم على الإنسان الذي يدين.
أتريدون أن أذهب إلى أبعد مما قلت فأعلن لكم أن الكذب نفسه يصبح محبة للإنسانية في نفس من يتوق إلى إقامة العدل؟
ولكن هل بوسعي أن أقيم العدل بكل إخلاص؟ وكيف يمكني أن أتوصل إلى إعطاء كل ذي حق حقه؟ إذن، لأكتفين بأن أعطي أصحاب الحق حقي الخاص.
نامعلوم صفحہ