ہکذا تکلم زرادشت
هكذا تكلم زرادشت: كتاب للكل ولا لأحد
اصناف
إلي بالرفاق، إنني أطلبهم مبدعين ولا أطلبهم جثثا وقطعانا ومؤمنين.
إن المبدع لا يتخذ له رفاقا إلا من كانوا مثله مبدعين، إنه يتخذهم ممن يحفرون سننا جديدة على ألواح جديدة.
إن من يطلب المبدع إنما هم الحصاد يعاونونه في الحصاد؛ لأن كل شيء قد أصبح في عينه ناضجا للحصاد، ولكن المائة منجل ليست بين يديه فهو يتميز غضبا ويقتلع السنابل من أصولها.
إن المبدع يطلب رفاقا له بين من يعرفون أن يشحذوا مناجلهم، وسوف يدعوهم الناس هدامين ومستهزئين بالخير والشر، غير أنهم يكونون هم الحاصدين والمحتفلين بالعيد.
إن زارا يطلب من هم مثله مبدعون يشاركونه في الحصاد وفي الراحة فلا حاجة له بالقطعان والرعاة وأشلاء الأموات.
وأنت يا رفيقي الأول، ارقد بسلام لقد أحسنت دفنك في فراغ الشجرة ووقيتك افتراس الذئاب.
غير أنني سأفترق عنك لأن الزمان قد مر سريعا، وقد انبثقت حقيقة جديدة في أفق نفسي ما بين فجرين.
لن أكون راعيا، ولن أكون حفار قبور، ولسوف لا أقف بعد الآن في الجماعات خطيبا فقد وجهت آخر خطبي إلى ميت.
أريد أن أنضم إلى المبدعين، إلى أولئك الذين يحصدون ويرتاحون فأريهم قوس قزح والمراتب التي يرقاها الواصلون إلى الإنسانية المتفوقة.
سأهتف بنشيدي للمعتزلين ولمن يشعرون بمثنويتهم في انفرادهم. إنني سأملأ بغبطتي قلب كل من له أذنان تصغيان إلى ما لم تسمعه أذن بعد.
نامعلوم صفحہ