ہکذا تکلم زرادشت

فليكس فارس d. 1358 AH
179

ہکذا تکلم زرادشت

هكذا تكلم زرادشت: كتاب للكل ولا لأحد

اصناف

لقد جهلوا حقيقتي فدفعني جنوني إلى مداراتهم بأكثر من مداراة نفسي؛ لأنني تعودت أن أقسو عليها فأصبحت هذه المراعاة انتقاما منها لها.

جلست بين الناس تلذعني حشراتهم السامة، وتنال مني شرورهم نوال قطرات الماء المتوالية الانسكاب على الحجر، فكنت أقول لنفسي: «إن الحقارة تحمل براءتها في ذاتها.»

وما رأيت بين الناس حشرات أشد فتكا بسمومها من الصالحين؛ لأنهم يغرزون حماتهم بكل صلاح، ويكذبون بكل صلاح فكيف أتوقع منهم عدلا وإنصافا.

إن الرحمة تعلم الكذب لمن يعيش بين أهل الصلاح، وهي تضغط بجوها الثقيل على الأرواح الحرة؛ إذ يمنع عنها أن تتفهم جهل الصالحين.

إن ما تعلمته هنالك هو أن أستر نفسي وأخفي ثروتي؛ لأنني رأيت كل غني بين الناس فقيرا بعقله، وقد أضلني إشفاقي فقادني إلى النظر في الخفايا وتقدير ما زاد وما نقص في عقل هذا وعقل ذاك، دعوت الحكماء المتعصبين حكماء ولم أزد، فتعلمت أن أقتضب كما تعلمت استبدال الكلمات فدعوت حفاري القبور منقبين وعلماء.

ولطالما مني الحفارون بالأمراض، ففي المثاوي ما ينبعث كريها قاتلا، وخير ألا نثير من المستنقعات كوامنها، وما الحياة الحياة إلا على القمم، وها أنذا أنشق الهواء الطلق على أعالي الجبل حيث لا أشتم روائح المجتمع الإنساني.

إن الهواء الحي يدغدغ معاطسي فتتسع لاستنشاق القوة والحياة.

الثلاثة الشرور

1

ورأيت في آخر أحلامي هذا الصباح أنني واقف على جرف ينهار إلى ما وراء هذا العالم، وقد نصبت بيدي ميزانا طرحت الدنيا بإحدى كفتيه.

نامعلوم صفحہ