ہکذا تکلم زرادشت
هكذا تكلم زرادشت: كتاب للكل ولا لأحد
اصناف
إن بعض الناس يطلب العزلة بالهرب من المريض، والبعض الآخر يطلبها بالوقوف أمامه.
لأدعهم يصغون إلى أنيني وشكايتي لصقيع الشتاء، إنني بمثل هذا الأنين أفزع من غرفهم الدافئة، فليشفقوا علي وليقولوا إنني سأقضي بالصقيع في برد معرفتي. أما أنا فأركض برجلي الدافئتين على جبل الزيتون، وأطلق صوتي بالإنشاد في مطارح شعاع الشمس هازئا بكل إشفاق.
1
هكذا تكلم زارا ...
على الطريق
وكان زارا وهو يقصد كهفه وجباله يمر بشعوب عديدة ومدن كثيرة متمهلا في رحلاته حتى وصل فجأة إلى مدينة عظيمة، وإذ دخلها انتصب بوجهه مجنون فاتحا ذراعيه؛ ليصده عن التقدم والزبد يرغي على شدقيه، وما كان هذا المعترض إلا من لقبه أهل المدينة بسعدان زارا؛ لأنه كان يقلد حركاته ولهجته ويستعير شيئا من كنوز حكمته.
وخاطب المجنون زارا قائلا: إن هنا المدينة العظمى، وما لك أن تظفر منها بشيء، بل عليك أن تفقد فيها كثيرا.
ما الذي يضطرك في الانغماس في هذه الأوحال، فأشفق على قدميك، وقف عند بابها تافلا عليه وعد أدراجك.
هنا جحيم كل فكرة فريدة، هنا تصهر الأفكار السامية حتى تصبح مزيجا مائعا.
هنا تتهرأ كل عاطفة شريفة، ولا يسمح إلا للعواطف الجافة بأن تعلن عن نفسها بخشيش اصطدامها.
نامعلوم صفحہ