ہکذا تکلم زرادشت
هكذا تكلم زرادشت: كتاب للكل ولا لأحد
اصناف
لقد أخشنت القول لكم فكلماتي مشوهة ذرية، غير أنني أتناولها من الفتات المتساقط من موائد ولائمكم فأستعملها حين أعلن الحقيقة للخبثاء، وهذا ما بيدي من حسك وأصداف يخدش آنافكم أيها الخبثاء.
إن الهواء الفاسد يهب بلا انقطاع حولكم وحول مآدبكم؛ لأنه مشبع من أفكاركم الدنسة وأكاذيبكم وخداعكم.
عليكم أن تبدءوا باطراح خوركم؛ لتتوصلوا إلى الوثوق بأنفسكم، فما ينقطع عن الكذب من لا ثقة له بنفسه.
لقد أخفيتم وجوهكم بأقنعة الآلهة أيها الرجال الأتقياء، فأنتم ديدان قبيحة تتشح برداء الأرباب.
إنكم لجد متبجحون يا رجال التأمل، حتى إن زارا نفسه أخذ بمظاهر جلودكم الإلهية فخفيت عنه الأفاعي الكامنة وراءها.
لقد كنت أرى في عيونكم روح إله أيها الطالبون المعرفة الطاهرة، قبل أن تكشف لي تصنعكم فعرفت أنكم أمهر المتصنعين.
لقد بعد المجال بيني وبينكم فما تميزت فيكم الثعبان القبيح، ولا وصلت إلي رائحته الكريهة، وما خطر لي أن أمامي حرباء تتلون بشهواتها، ولكنني عندما اقتربت منكم تبددت الظلمة حولي، وها إن الفجر يغمركم بأنواره فلكل قمر جنوح إلى الغياب في شهوته. انظروا إلى هذا القمر فهو في أفقه شاحب مذعور، وقد باغته الفجر بأنواره المرسلة، فكل شمس يتجلى حبها الطاهر في تشوقها إلى الإبداع.
أما ترون الفجر ينسحب على البحر وقد اهتاجه الشوق والحنين؟ إنما تشعرون بظمئه في حبه وحر أنفاسه، فكأنه يريد ارتشاف اللجج، وها هي ذي تتعالى نحوه بآلاف نهودها، واللجة نفسها متشوقة إلى وصال كوكب النهار ليرشفها ارتشافا فتتحول إلى سحب ومسالك أنوار، بل هي نفسها تفنى في النور متحولة إلى نور.
وأنا كوكب النهار أحب الحياة وكل لجة بعيدة الأغوار، تلك هي معرفتي. إنني أجتذب كل غور ليتعالى إلي ...
هكذا تكلم زارا ...
نامعلوم صفحہ