ہکذا تکلم زرادشت
هكذا تكلم زرادشت: كتاب للكل ولا لأحد
اصناف
لم تعد مآقي تذوق الدموع على خجل المسترحمين، وها إن يدي قست حتى امتنع عليها أن تشعر بارتعاش الأيدي إذا امتلأت.
أين هي دموع عيني وأين رقة قلبي، فيا لوحدة جميع الواهبين ويا لصمت كل متلفع بالسناء.
إن شموسا لا عداد لها تدور في قفار الأجواء مخاطبة بإشعاعها لبدات الظلام، وأنا وحدي محروم من حديث هذه الشموس وبيانها.
ويلاه! أية علاقة يمكن أن تربط الأنوار بالأجرام المنيرة من نفسها؟ فإن الأنوار تمر عليها وهي تحدجها بلفتات الجفاء وتمضي ذاهبة في سبيلها، وهكذا تسير جميع الشموس في أجوائها نافرة من كل جرم منير باردة لا تحس أخواتها بحرارتها.
إن الشموس تندفع كالعاصفات في أبراجها متبعة ما اختطته إرادتها الجبارة، وفي ذلك كتمان حرارتها وبرودتها.
هل غيرك أيتها الأجرام الملفعة بظلام الليل من يخلق حرارة من اللمعان؟ أنت وحدك ترضعين أفاويق القوة من أثداء النور.
ويلاه إن الصقيع يدور بي ويدي تحترق من لفحات الجليد، فأنا مشتعل بسعار لا يطفئ أواره غير عطشكم، لقد سادت الظلمة فلماذا قضي علي أن أكون نورا منفردا متعطشا إلى الظلام؟
لقد سادت الظلمة فتدفقت كالجداول أشواقي، وهي تريد أن تهتف بما تضمر.
لقد أرخى الليل سدوله، فتعالى خرير المياه المتدفقة ولنفسي أيضا ينبوعها المتفجر.
لقد أرخى الليل سدوله فتعالت الأناشيد من أفواه جميع المغرمين، وما روحي إلا نشيد من هذه الأناشيد.
نامعلوم صفحہ