حافظ نجیب : الادیب المحتال
حافظ نجيب : الأديب المحتال
اصناف
وحيث إننا لم نجد كتاب «الراهب المسلم»، كي نتحقق مما فيه من اتهامات، ونقارن بينها وبين ردود حافظ نجيب، إلا أننا من خلال اطلاعنا على كتاب «نابغة المحتالين»، نستطيع أن نقرر أن حافظ نجيب لم يكن في ردوده على مستوى اتهامات طنوس! أي إن الاتهامات كانت أكثر قوة وحجة من حيث الأدلة والبراهين، على قيام حافظ نجيب بالنصب والاحتيال، مقابل الهروب والتلاعب بالألفاظ والغموض الواضح على رد حافظ نجيب السابق! وهذا وإن دل، فإنما يدل على أن حافظ نجيب قام بالفعل، بعدة جرائم نصب واحتيال!
وعلى الرغم من ذلك، فإن شهرة حافظ نجيب، التي ملأت الأسماع والأصقاع في أوائل القرن العشرين، كانت بسبب ما كتبه عنه جورج طنوس! لدرجة أن مجلة «الزهور» في يونيو 1912، طرحت استفتاء من خلال سؤال عن: من هم نوابغ مصر؟ فجاء الاستفتاء يحمل اسم حافظ نجيب، ضمن هؤلاء النوابغ، أمثال: أحمد شوقي، الشيخ علي يوسف، حافظ ابراهيم، جورجي زيدان، يعقوب صروف، سعد زغلول، سمعان صيدناوي
57
ومن الواضح أن شهرة حافظ نجيب، وبالأخص تنكره في شخصية الراهب، وحياته في الأديرة القبطية، لازمته طوال حياته، وظل الناس يتندرون بها لسنوات طويلة! فعلى سبيل المثال، نشرت مجلة «مصر الحديثة المصورة» في 15 / 8 / 1928، مسرحية من فصل واحد - دون ذكر اسم مؤلفها - بعنوان «إعدام مائتي جريدة». وهي مسرحية تدور أحداثها في القاهرة بإدارة قلم المطبوعات بوزارة الداخلية، على أثر صدور قرار وزاري يقضي بإلغاء جميع الجرائد اليومية التي لا تصدر بانتظام. ومن الطريف أن حافظ نجيب كان أحد أشخاصها، وقد ظهر في حوار قصير، كالتالي:
حافظ نجيب (داخلا) :
استغفر الله العلي العظيم ... بسم الله الرحمن الرحيم ... إيه الراجل ده؟
جورج طنوس (داخلا) :
إيه؟ جرى إيه يا خواجة إلياس؟ صحتك بالدنيا ... تعالي نروح نشرب لنا كاس ويلعن أبو الجرايد.
إلياس زيادة :
الحق معك يا ابني ... الفية عرق بستين ألف جرنال من ها الجرنالات الملعونة ...
نامعلوم صفحہ