حافظ نجیب : الادیب المحتال
حافظ نجيب : الأديب المحتال
اصناف
12
وعلى الرغم من صراحة هذه الإشارة، فيما يتعلق بالمال المدفوع من قبل محمد فريد، وعلاقته بحافظ نجيب، فإن الشك يحوط هذا الموضوع بصورة كبيرة! لأن حافظ نجيب ذكر هذه العلاقة فقط في اعترافاته عام 1946، ولكنه أنكرها ولم يأت بقصة هذا المال ولم يشر إلى علاقته بمحمد فريد، عندما ذكر تفاصيل هذا الموضوع لأول مرة عام 1924 في مجلة «العالمين»!
13
هذا هو كل ما جاء في اعترافات حافظ نجيب، بخصوص وطنيته وعلاقاته برجال الحزب الوطني! ومن الملاحظ أن هذه الأقوال اليسيرة - بالمقارنة بما في الاعترافات من أحداث - لا تقطع بأن دورا وطنيا قام به حافظ نجيب، كما أنها لا تدل مطلقا على هذا الدور، لما يحوطها من شك، ولخلوها من الأدلة المنطقية أو من ذكر الأسماء، أو من ذكر الوقائع والأحداث والمغامرات الخاصة بهذا الدور! وهذا أمر يثير الشك في هذا الدور وفي الاعترافات نفسها! لأن حافظ نجيب أسهب وأطنب وفصل في أحداث كثيرة، تتعلق بهروبه وتنكره وعلاقاته النسائية وحياته الخاصة ... إلخ، مع ذكر الأسماء الحقيقية والأماكن، ودل على أمور خطيرة بذكر أسماء أصحابها، وكان البعض منهم على قيد الحياة وقت نشر الاعترافات، بل وتحدى القارئ إذا فكر في تكذيبه.
فعلى سبيل المثال، نجده في الاعترافات يذكر قصة دخوله الدير، وتنكره في شخصيتي الراهب غبريال إبراهيم والراهب غالي جرجس أو فيلوثاؤس، ثم يذكر الأسماء الحقيقية للرهبان والقساوسة الذين تعامل معهم في هذه الفترة، مع ذكر وظائفهم ورتبهم الدينية وأماكن عملهم في هذا الوقت، وما استجد عليهم من تنقلات وترقيات في الوظائف والرتب الدينية التي تمت بعد ذلك.
14
ولعل القارئ يسأل: أليس من الممكن أن يكون حافظ نجيب، ذكر قصة الرهبنة التي تمت عام 1908، وهو آمن ومطمأن من صعوبة تكذيبه؛ لأنه كتبها وتم نشرها عام 1946، فإذا كان قد كتبها قبل ذلك بسنوات كثيرة، ربما وجد من يكذبه؟!
والحقيقة الغائبة أن حافظ نجيب - بالفعل - كتب قصة دخوله الدير، بكل تفاصيلها، ولأول مرة عام 1924 في مجلة «العالمين»!
15
قبل أن يذكرها بتفاصيل أحداثها الدقيقة في اعترافاته عام 1946! والأغرب من ذلك، أنه اختتمها بكلمة قال فيها: «هذه قصة وجودي في الدير وخروجي منه، وشهودها أحياء، القمص إيسيذورس لا يزال حيا يرزق وهو رئيس الدير الآن، ونيافة الأنبا باخوميوس وهو لا يزال أسقف الدير، والقس بطرس وهو الآن مطران أخميم، والقمص باخوم وعاذر أفندي جبران وبيومي أفندي الشناوي وكلهم أحياء، كذلك وكيل الدير تاضروس أفندي ميخائيل لا يزال حيا يرزق في منفلوط.»
نامعلوم صفحہ