84

ہفوات نادرہ

الهفوات النادرة من المغفلين الملحوظين والسقطات البادرة من المغفلين المحظوظين

تحقیق کنندہ

صالح الأشتر

ناشر

منشورات مجمع اللغة العربية بدمشق

اصناف

بلاغت
وكان يومًا في دار أبي الحسن الأهوازي فتحدث بحديث يقطين يكون بقم عظيما حتى إن قشر الواحدة إذا فرغ وجفف وسع من الحنطة شيئًا كثيرا. وقال وهو مقبل على أبي الحسن بن محمود البادرائي نديم أبي الحسن الأهوازي وكان طيبًا نادرا، فقال له اقطعون رأس أخرجون صوف! فقال له ابن محمود يكون يا سيدي في قرع قم صوف، قال: هاي كيف يكون صوف في قرع، إنما أخرجون قماش بطنك، فقال ابن محمود: كانت حالي مع الصوف أصلح، مر يا سيدي في حديثك، فلك نبيك، وقد علمنا ما أردت، فضحكت الجماعة، فقال: ذا قرع مبارك جاب الضحك والفرح، وضحك معهم. وكتب يومًا رقعة إلى عبد الواحد بن المقتدر بالله يسأله مبايعته سقف ساج مذهب كان في بيت ماء من داره على دجلة بباب خراسان: "بسم الله الرحمن الرحيم: قد علم سيدي الأمير حال السقف الذهب الذي حاشا وجه سيدي في الخلاء، وهو هدية من ماله، والشكر عليه كثير، وليس أجعل وحياة رأس سيدي في الخلاء، أريده لصفه ويوعز سيدي الأمير إذا منحني من ثمنه، مزحت مع سيدي، وليس أخرج له من رأي قضاء حقي، حتى أبو محمد القرافي يعرفه ما في الأمر ويزن الثمن، وعرفته ذلك حتى يعمل معي ما يشبه إن شاء الله". ٣٢٩ - وحدثني والدي الرئيس ﵁ قال: ورد عليه كتاب عامل له بناحية الذنب يقول فيه: "وقد ورد التياس وهو مقيم منذ أيام، وقد منع الرحى من الدوران، وسقط بذاك الارتفاع" فظن القمي أن التياس بعض أصحاب السلطان، فحرد وغضب، وركب إلى دار الوزير أبي الفضل الشيرازي، وكتب رقعة عن صاحبه يشكو فيها التياس، ويسأل التوقيع بصرفه وإنفاذ نقيب جلد لذلك، وقال: لولا هيبة الوزير لأنفذت من يصرفه ويمنعه، ويضرب قفاه ويصفعه! فعجب أبو الفضل منه وقال له: يا أبا الحسن التياس من رعيتك، وأمرك فيه كأمري، فافعل ما أحببت فلا أعترض عليك مني! فقبل يده ورجله وشكره وقال: أحب أن ينفذ من الديوان نقيبان لذلك، فوقع له إلى أبي العلاء صاعد بن ثابت خليفته، على ظهر رقعته: "يجاب أبو حسن أيده الله إلى ملتمسه في أمر هذا التياس" فشكره على ذلك، وحمل التوقيع إلى صاعد وعرضه عليه، فلما قرأه تبسم ودفعه إلى أبي منصور كاتبه، وكتب له في المعنى منشورًا نسخ ببغداد وتدوول، وسلم إليه نقيبان ينفذان به! قال: وقال أبو إسحق بن المفتي كاتب القمي: فلما انصرف والمنشور والنقيبان معه وافقهما لنفقتهما على مائة درهم، أطلق لهما منها خمسين درهمًا، وقال لي: اكتب إلي العامل معهما بما يجب في ذلك فتحيرت ودهشت وقلت له: التياس يا سيدي الماء، وهذا الذي كتب له سخرية من الكاتب ولهو، فلا تنفذه وتضيع ما تطلقه للنقيبين فقال لي: يا أبو إسحاق هذا لك أبدًا تعارضني في أموري وتدبيري ويحك كم أقول لك أعمل ما أريد ولا تكثر كلامك وليس تقبل ثم كتب بخطه إلى العامل يوصيه بإكرام النقيبين وعطيتهما بقية نفقتهما، ويوزعها على الأكرة، ويسلم إليهما التياس حتى يشخصاه إلى الديوان! ومضيا إلى العامل وأعطياه الكتاب، وطالباه بالبقية من نفقتهما وتسليم التياس إليهما، فتحير وقال: أما التياس فهو الماء فتسلماه كيف أردتما وقدرتما، وأما الدراهم فما يستجيب الأكرة إلى وزنها، وما في حالي فضلل لإطلاقها من جهتي! فاستخفا به ولم يفارقاه حتى أخذا ما أراده منه، وكتب الجواب يشكو ما جرى عليه ويقول: "التياس زيادة الماء، وهذا شيء من فعل الله تعالى، وما لمخلوق فيه حيلة" ويستعفي من العمالة، فلما وقف القمي عليه قال: قد بليت بهذا القرفان المتخلف، مرة يكتب كذا ومرة يكتب كذا، ومضى إلى الوزير أبي الفضل وقال: أطال الله بقاء سيدنا، بليت بتخلف هذا العامل، كتب يشكو التياس، والساعة قد كتب يقول: التياس الماء فاستعظم أبو الفضل قوله وحمقه، وقال: اسكت ويلك، ثم تقدم بأن يكتب إلى النقيبين بالانصراف. ٣٣٠ - وكتب هذا القزويني يومًا رقعة إلى بعض أصحابه وصدرها ب"أطال الله تعالى بقاءك" فقال له بعض من كان عنده: ما يساوي الرجل هذا الدعاء فقال: صدقت وذكرتني! وكتب قبل "أطال الله بقاءك": لا، وأنفذ الرقعة.

1 / 84