ہفوات نادرہ
الهفوات النادرة من المغفلين الملحوظين والسقطات البادرة من المغفلين المحظوظين
تحقیق کنندہ
صالح الأشتر
ناشر
منشورات مجمع اللغة العربية بدمشق
اصناف
بلاغت
٣٢٣ - وحدثني أيضًا قال: حدث الحسين بن الحراوي المهلبي قال: كان أبو سعيد بن بندار الرازي المجوسي من كبار كتاب الديلم المشهور تخلفهم، السابقة فيه أخبارهم، وكان يكتب لعلي بن سامان أحد قواد الديلم، فأراد الوزير أبو محمد أن ينفذ ماهك في بعض الخدم، فقال له وقد أراد الخروج من بين يديه: يا أبا سعيد لا تبرح من الدار حتى أوافقك على شيء أريده منك، فقال السمع والطاعة لأمر سيدنا الوزير ونهض من بين يديه، فقال الوزير: هذا رجل مجنون، وربما طال بي الشغل وضاق صدره فانصرف، فتقدموا إلى البوابين بألا يدعوه يخرج من الدار، وفعل ذلك، وجلس ماهك طويلًا، وأراد دخول الخلاء، فقام بطلب ذلك فرأى الأخلية مقفلة وكان يتقدم المهلبي بذاك ويقول: كانت دار أبي جعفر الصيرمي منتنة الرائحة لأجل خلاء كان فيها لعامة الناس، ووجد ماهك خلاء الخاص غير مقفل وعليه ستر مسبل، فرفع الستر ليدخل، فجاء الفراش الموكل بالموضع ومنعه ودفعه، فقال يا هذا أليس هذا خلاء؟ قال: نعم! قال أريد أن أعمل فيه حاجة فلم تمنعني؟ قال: هذا خلاء الخاص لا يدخله غير الوزير! قال: فبقية الأخلية مقفلة فكيف أعمل وقد جئت أخرج فمنعني البوابون، فأخرأ في ثيابي؟ فقال: لا استأذن في دخول خلاء ليتقدم بذاك ونفتح لك أحد الأخلية، فتقضي حاجتك! واشتد به الأمر فكتب إلى الوزير رقعة قال فيها: "قد احتاج عبد سيدنا الوزير ماهك إلى بعض ما يحتاج إليه الناس ولا يحسن ذكره، والفراش يقول لا تدخل، والبواب يقول لا تخرج، وقد تحير عبده في البين، والأمر في الشدة فإن رأى سيدنا الوزير أن يسمح لعبده بأن يعمل ما يحتاج إليه في خلائه فعل إن شاء الله تعالى" ودفعها إلى بعض الحجاب فأوصلها إلى الوزير ولم يعلم ما أراد بالرقعة، واستعلم الوزير الصورة وعرفها فضحك، ووقع على ظهر الرقعة: "يخرأ أبو سعيد أعزه الله حيث يختار إن شاء الله تعالى! " فأخذ التوقيع وجاء به إلى الفراش وقال: هذا ما طلبت، توقيع سيدنا الوزير، فقال: التوقيعات يقرؤها أبو العلاء بن أبرونا كاتب ديوان الدار، وأنا لا أحسن أكتب ولا أقرأ! فصاح ماهك في الدار هاتي من يعمل لي في الديوان صك الخراء! فضحك فراش آخر وأخذ بيده وحمله إلى بعض الحجر حتى قضى حاجته.
٣٢٤ - وحدثني أيضًا قال: كان أبو الحسن علي بن الحسين القمي يكتب لأبي منصور راذرويه أحد مماليك معز الدولة، فطولب بفاضل إقطاع خرج على صاحبه، فقال لأبي الفضل العباس بن الحسين الشيرازي الوزير: يا سيدنا الوزير، القائد يطلب في ذاك حبة مهل بضم الميم فقال له الوزير: المهل يعطيه لكاتبه فشكره وتقدم يقبل رجله ويده على ذلك، فقال أبو الفضل لأبي العلاء صاعد بن ثابت النصراني خليفته: هذا الجاهل قد ألزمنا الإنظار بحمقه، فافعله معه وأخره أيامًا، فقال: السمع والطاعة.
1 / 81