ہفوات نادرہ
الهفوات النادرة من المغفلين الملحوظين والسقطات البادرة من المغفلين المحظوظين
تحقیق کنندہ
صالح الأشتر
ناشر
منشورات مجمع اللغة العربية بدمشق
اصناف
بلاغت
٢٨٣ - وكان ليقطين بن موسى كاتب يكنى بأبي خالد ويسمى بزدانفاذار فذكر الجاحظ في (كتاب البيان والتبيين) أن لكنة بزدانفاذار كانت لكنة نبطية، وأنه أملى يومًا على كاتب به: "والحاصل ألف كر "فلما قرأه أنكر ذلك، وقال له: أنت لا تهسن تكتب وأنا لا أهسن أملي! كتب الآن: الجاصل بجيم معجمة، فكتب.
٢٨٤ - وقلد المتوكل ابن الكلبي الخبر والبريد، وأحلفه على مطالعته بكل ما يبلغه ويعرفه، فكتب إليه يومًا: "ومما أنهيه إلى حضرة أمير المؤمنين أن زوجتي خرجت مع حبة لها إلى بستان، فعربدت عليها حبتها وجرحتها في صدغها" فقال إبراهيم بن العباس لما قرأ ذلك على المتوكل: هذا تصحيف، وأظنه بالعين وفتح الصاد! فضحك المتوكل وقال: ما هو إلا كما قال إبراهيم.
٢٨٥ - وحدث أبو العباس ابن عمار قال سقط سنور على قفا داود ابن الجراح فقال: رياش وخير! وحضر داود مجلسًا فيه جماعة من الفقهاء، فلم يزل الكلام يجري بينهم إلى أن خاضوا في باب التزويج، فقام من المجلس وقال: نحن لا ندخل في باب الفروج!
٢٨٦ - وحكى ثابت بن إبراهيم عن الصابىء قال: لما ورد معز الدولة أبو الحسين بن بويه إلى بغداد، ومعه أبو جعفر محمد بن يعلى الصيمري فصدته مع جماعة من الناس، فدخلنا دارًا قوراء، في جانب صحنها حصيران في صدرهما حصير مبطن عليه ثلاث مخاد، وجلسنا ننتظر إذنه، فما راعنا إلا رفع الستر وخروجه من حجرة كان فيها، وعليه منديل لطيف، وقميص نوري قد رفع ذيله على كتفه، وسراويل مسح بتكة ظاهرة، وقيل: الأستاذ الأستاذ! وبذاك كان يدعى، فنهضنا وبادرنا إلى السلام عليه وتقبيل يده، فجلس بين المخاد، فأمر ونهى غير متحاش، وانصرفنا متعجبين من أن شاهدنا ما شاهدنا من وقار علي بن عيسى بن الجراح وتزمته وأنه ما رئي في خلوته فضلًا عن جمعه إلا متعممًا متحنكًا عليه القميصان والمبطنة بينهما والدراعة من فوقهما، وفي رجله الخفان، ورأينا ما رأيناه الآن من الصيمري!
٢٨٧ - قال محمد بن هلال: وأذكر في سنة تسع وأربعين وأربعمائة وقد دخلت وقاضي القضاء أبو عبد الله الدامغاني إلى العميد أبي نصر أحمد المستوفى، وهو الناظر ببغداد من قبل الملك طغرل بك، وقد سار الملك إلى الموصل وراء الفساسيري والعرب، وعليه قميص رومي خفيف فقط، فدخل إليه الأشقر الطبيب وسأله عن حاله وكيف كان مما يشكوه، فلم يشعر به إلا وقد تمدد على وجهه، وكشف القميص عن جسمه وهو مملوء دماميل وأراه إياها، وما زال يتقلب بين أيدينا على تلك الصفة ليشاهد الأشقر ما في جسمه من ذاك، ثم رجع وقعد؛ فقمت ولم أراجع إليه من بعد .. وحدثت عميد الملك أبا نصر بن محمد الكندري وزير طغرل بك بذاك، فضحك منه، وقال: هؤلاء قول سفل من أوغاد الناس وأصاغرهم، تقدموا معنا، وبلغوا إلى الغاية من جليل خدمتنا، لأن رؤساء البلاد والأكابر لم يرضوا هذه الدولة في اول خروجها واشمأزوا منها، ورفعوا نفوسهم عنها، فهلكوا واندحضوا وبادوا وذهبوا، وتبعها الأوباش والأصاغر والأدوان والأراذل، فارتفعوا وعلوا! ثم قال: وتأمل الملك والشرائع ثم الدول من بعدها تجد أوائلها وأحوالها على هذا!
٢٨٨ - وحدثني الرئيس أبو الحسين ﵁ قال: حدثني ثابت بن إبراهيم عمنا قال: كنت يومًا عند أبي جعفر الصميري وقد جاءه رسول الأمير معز الدولة يطلب منه فقيرًا، فقال: نعم سنطلبه ونحصله، فمضى وعاد وقال: يراد الساعة! فقال: مالي فقراء، أخرأ فقراءّ فوجمنا مما سمعناه.
٢٨٩ - وحكى التنوخي قال: كان بالبصرة إنسان يعرف بأبي محمد التومني، كثير الأدب والمعرفة، حسن النشوار والمحاضرة، وعادته جارية بالتصدي لخطاب العمال عن أهل البصرة والقيام بحججهم في كل معضلة، فلما ورد الصيمري البصرة طالب الناس مطالبة اعترضه التومني فيها على عادته وقال له في عرض قوله: بلدنا أيها الأستاذ كثير الصلحاء ضعيف الأهل، وما أحمد أحد قط حيفه عليهم وإساءته إليهم، وربما وكلوك إلى الله تعالى ورموك بسهام الليل يعني الدعاء! فقال له الصيمري: سهام الليل في لحيتك يا شيخ! فاستحيا الرجل وانصرف.
1 / 74