تمتم وهو يشير إلى صدره: ألم شديد هنا ..
هرعت إليه لتسنده ولكنه انحط فوق مقعده وراح في إغماء.
ولما أفاق وجد نفسه راقدا فوق الفراش لم ينزع من ملابسه إلا الحذاء ورباط الرقبة. ورأى في الحجرة شخصا جديدا أدرك من فوره - رغم وهنه - أنه الطبيب. وقرأ في وجه راضية شحوبا وحزنا، وحتى وجه العمة أعلن عن حزنه. نظر الطبيب في عينيه وسأله: كيف حالك؟
فسأله بدوره: ماذا جرى؟ - شيء طارئ لا خطر منه. - ولكن ... - ولكن الأمر يقتضي راحة طويلة بعض الشيء.
فقال بقلق: أشعر بأنني في حال طبيعية تماما وأنه بوسعي القيام ..
فقال الطبيب بحزم: ما دام الأمر كذلك فاعلم أن المسألة ليست لعبا، إنها بلغة الطب لا خطر منها، ولكن عدم الانصياع لكلامي يخلق منها شيئا آخر، يلزمك راحة تامة مثالية، شهر على الأقل.
هتف: شهر! - وأن تلتزم بدقة بالدواء والغذاء الموصوف، لا مناقشة في ذلك ألبتة، وسوف أزورك غدا ..
وجمع أدواته في حقيبته الصغيرة ومضى وهو يقول: احفظ كلامي عن ظهر قلب ..
وغادر الرجل الحجرة وهو يتبعه نظرة مغيظة يائسة. واقتربت راضية حتى التصقت بالفراش وهي ترنو إليه بنظرة باسمة مشجعة وهي تقول: بعض الصبر وسيمضي كل شيء بسلام ..
عكست عيناه نظرة قلقة فمست جبينه بأناملها بحنان وقالت: لا تشغل بالك ولا تحمل هما .. - ولكن توجد أمور كثيرة .. - سأقوم بالواجب في الوزارة .. - كيف؟ - لا مفر من إعلان الحقيقة، لا عيب في ذلك ألبتة .. - يا له من موقف! - ولا بد من إبلاغ زوجتك أيضا! - موقف أشد. - علينا أن نواجه الحقيقة وبأي ثمن ..
نامعلوم صفحہ