30

Hadith of the Calamity on Thursday in Sahihs

حديث رزية يوم الخميس في الصحيحين

اصناف

ولا أدري عدم معرفة الرجل لولديه في ساعة الموت ما يسمى؟ وهي وهذه الرواية -المنكرة - لو سلمنا لهم بصحتها أليس فيها عذر لمن قال من الصحابة: أهجر؟ ولا أدري لماذا هم مفتونون بتتبع المتشابهات عند غيرهم ولا يبصرون الأوابد والطامات في كتبكم؟،وأين الإنصاف والموضوعية في البحث والجدال. المطلب الثالث قول عمر ﵁ حسبكم كتاب الله وأما ما ادعوه من اعتراض عمر على رسول الله ﷺ بقوله: (عندكم كتاب الله، حسبنا كتاب الله) وأنه لم يمتثل أمر الرسول ﷺ فيما أراد من كتابة الكتاب، فالرد عليه: أنه ليس في قول عمر هذا الاحتمال، أي اعتراض على رسول الله ﷺ وعدم امتثال أمره كما قد يتوهم، ويرد عليهم: ١ - أنّ قول عمر ﵁: (حسبنا كتاب الله) حسم للخلاف الذي وقع بين الحاضرين لا على أمر النبي ﷺ، وهذا ظاهر من قوله: (عندكم كتاب الله) فإن المخاطب جمع وهم المخالفون لعمر ﵁ في رأيه. وإلا فعمر ﵁ هو من اشد الناس إتباعًا للنبي ﷺ. ثم لو ادعى مدعٍ أنّ عليَّ بن أبي طالب ﵁ كان ممن قال بقول عمر ﵁ أو ممن خالفه لما وجد إلى ذلك سبيلًا فاحتمال الأمرين جائز. ٢ - أنّه ظهر لعمر ﵁ ومن كان على رأيه من الصحابة، أن أمر الرسول ﷺ بكتابة الكتاب ليس على الوجوب، وأنه من باب الإرشاد إلى الأصلح، وقد نبه على هذا القاضي عياض (١)، والقرطبي (٢)، والنووي (٣)، وابن حجر (٤). ثم إنه قد ثبت بعد هذا صحة اجتهاد عمر ﷺ وذلك بترك الرسول ﷺ كتابة الكتاب، ولو كان واجبًا لم يتركه لاختلافهم، لأنه لن يترك التبليغ لمخالفة من خالف، ولهذا عد هذا من موافقات عمر ﵁. قال القرطبي في سبب اختلافهم:"وسبب ذلك أن ذلك كله إنما حمل عليه الاجتهاد المسوغ، والقصد الصالح، وكل مجتهد مصيب، أو أحدهما مصيب، والآخر غير مأثوم بل مأجور كما قررناه في الأصول " (٥).

(١) إكمال المعلم ٥/ ٣٨١. (٢) المفهم ٤/ ٥٦٠. (٣) شرح مسلم ١١/ ٧٨. (٤) فتح الباري ٨/ ١٣٤. (٥) المفهم ٤/ ٥٦٠.

1 / 31