حدیث عیسیٰ بن ہشام

محمد المويلحي d. 1349 AH
75

حدیث عیسیٰ بن ہشام

حديث عيسى بن هشام

اصناف

ليت أمي لم تلدني وليت القدرة التي بعثت الأمير من بعد موته نشرت معه زمنه وأعادت عصره، وإلا فكيف له بالعيش في هذا الزمن، وما أولاه بالعودة إلى أدراج الكفن.

ثم التفت إلي الباشا وشرع يقص عليه ما مر به من الحوادث والكوارث، وما جرى لبيت الباشا ولأهل طبقته من النوازل والخطوب:

صاحب الحانوت :

ولم يبق لك أيها المولى من أثر يذكر في ثروتك ومتاعك، وأموالك وضياعك، وقد عشت دهرا وأنا متمتع بريع ما وقفته أيها الأمير على حاشيتك وأتباعك، وعلى هذا المسجد والسبيل والكتاب لتخليد ذكرك وإحياء اسمك، فما لبث الوقف أن تهدم وتخرب بطول الترك والإهمال، فوقعنا كلنا في الفاقة والاحتياج وانقلب الكتاب مخزنا والسبيل خمارة والمسجد مصبغة كما تشاهد وترى، وأصبحت أنا بيطارا بعد أن كنت «ركبدارا»، وأخذت هذه الحانوت من الوقف لممارسة صناعتي فيها والتعيش منها، وسبحان مقلب الأحوال، ومبدل الأشكال.

الباشا :

ألم يبق من ذريتي أحد يباشر هذا الوقف بنظره؟

البيطار :

آخر العهد عندي كان بواحد منهم ذهبت إليه لأجل هذه الحانوت وأعلمته بمكاني من أهل الحاشية فانتهرني وطردني، وأبعدني وزجرني، ولكن الحاجة دفعتني إلى الإلحاح، فترددت عليه مرارا فتخلص من ثقل إلحاحي بإحالتي على رجل إفرنجي عنده يدبر له ما بقي لديه من ثروة نضبت عينها، ونزحت بئرها، فأحالني الإفرنجي على صاحب الخمارة؛ لأنه أصبح صاحب الأمر في أرض الوقف بوضع اليد عليها، وليس يجسر أحد أن يعمل فيها شيئا بغير إرادته؛ خوفا من الخصومة في المحاكم، فقصدت الخمار واتفقت معه على أجرة معينة، وأقمت في هذه الحانوت أصرع الدهر ويصرعني، وأطلب القوت ويعوزني، وأتعجل الأجل ويمهلني، وتعالى الله المتفرد بعزته، المبدع في حكمته.

الباشا :

وأين هذا الولد العاق المخالف لإرادتي، وهو يعلم أن شرط الواقف كنص الشارع.

نامعلوم صفحہ