ما «البرنس» ومن أحمد سيف الدين؟
عيسى بن هشام :
أما «البرنس» فهو لقب أجنبي قديم كان يتلقب به رؤساء الدولة الرومانية قبل أن يجترئوا على الأمة بانتحال لقب «إمبراطور»، ثم صار يطلق بعدهم في أوروبا على أعضاء بيت الملك وعلى رؤساء الحكومات الصغيرة، ويطلقه اليوم على أنفسهم أعضاء «العائلة الخديوية» ذكورا وإناثا، وإن كان لا ذكر له بين الألقاب الرسمية في الدولة العلية، وأما أحمد سيف الدين هذا فهو أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن إبراهيم بن محمد علي جد الأسرة الخديوية وعميدها، وقد ارتكب جناية فسحبوه إلى المحاكم، واستحق العقاب الذي يقضي به القانون فحكمت عليه المحكمة الابتدائية بالسجن سبع سنين، فاستأنف يلتمس الشفقة والرأفة من قضاة الاستئناف، فأنقصوا المدة إلى خمس، ثم استغاث بمحكمة النقض والإبرام فلم تغثه، وقد انصرفت المساعي لاتفاق أعضاء الأسرة الخديوية على التماس العفو عنه، وذهبت أمه يمينا وشمالا فلم تبق وسيلة من وسائل الاسترحام إلا سلكتها، ولكن لا وسيلة مع القانون؛ فإن سيفه ماض في كل الرقاب وسلطانه نافذ في كل الرءوس، فهل يليق بك حينئذ أن تتكبر وتترفع عن التوسل والتظلم وتأنف نفسك من السعي وراء «لجنة المراقبة» و«محكمة الاستئناف»، وقد علمت من تاريخ الأمراء وأولياء النعم ما علمت؟
الباشا :
نعم كيف لا تخر الجبال الشم، إذا استنزلوا منها الأرواي العصم،
3
وكيف لا تنشق القبور، وينفخ في الصور، وقد انحط المقام وسفل القدر، وحقت كلمة ربك على مصر: «فجعلنا عاليها سافلها»، وما دام حفيد محمد علي في السجن على ما تروي يخضع لحكم القانون، ويتوسل بتلك الوسائل وتتشفع أمه بتلك الشفاعات، فما علي من عار فيما تدعوني إليه، فاذهب بي إلى حيث تريد، وليتهم كانوا يقبلون مني أن أكون فداء لابن سادتي وأولياء نعمتي فتضاف عقوبته إلى عقوبتي.
لجنة المراقبة
قال عيسى بن هشام: فسرني من الباشا مطاوعته إياي وقبوله لنصيحتي ورضي بالتوجه إلى نظارة الحقانية، فسار معي وهو مختنق بدمعه متعثر بقدمه، ولما وصلنا إليها قصدنا مكان «لجنة المراقبة» وهممنا بالدخول في حجرة المفتشين فمنعنا الحاجب وطلب منا «الكارت».
الباشا (مستفهما) :
نامعلوم صفحہ