4 - وأخبرنا ابن برهان، أخبرنا ابن عراك الحضرمي، إمام مسجد الجامع بمصر، قال: كنت حين قرأت على أبي جعفر حمدان بن عون بن حكيم بن سعيد الخولاني، أعارني كتاب " اللامات "، لداود بن أبي طيبة، وكان كتابا قد تحرقت حواشيه، ومضى بعض الأحرف، فجئت يوم الجمعة، فجلست خلف عمود أبي جعفر النحاس، فجلس عن يميني، وجاء أبو العباس الجروي المقرىء، فجلس عن يساري، فقال لي: أليس هذا الكتاب الذي معك، فقلت: هذا كتاب " اللامات " لداود، وقد تلف بعضه، ولم أقدر على قراءته، وأشتهي أن هذا الشيخ يعمل كتابا في " اللامات "، أعني أبا جعفر، ولا أظن أنه يسمعني، فلما كان في الجمعة الأخرى جلست خلفه أيضا، فاستقصى منه المستملي المواضع التي بلغه في الجمعة الماضية، فقال: يا هذا ، أمعك ورق، قال: نعم، فقال: اكتب بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله بارىء النسم، فأملى نحوا من ثلاثة أوراق (ق11ب)، ثم قام لينصرف، فوقف علي، وقال: سلام عليك، قضيت حاجتك، أعزك الله، فقلت: أحسن الله جزاءك وأملاه علي، جمعته، حتى فرغ منه.
صفحہ 4