فلم كانت كذاك؟ ألأنها ضعيفة؟ لا، إن قبل ذلك خطوة نخطوها ثم نصل منها إلى هذه الخطوة التالية.
قبل ذلك أنها محكومة، ثم هي محكومة لأنها ضعيفة، وما زال من دأب المحكوم أن يحن إلى التمرد والعصيان، وأن يلتذ المخالفة للمسيطرين عليه؛ لأنه بهذه المخالفة يثبت وجوده أو يستوفي حياته، فهي عنده ضرب من حب الحياة.
وأحب شيء إلى الإنسان ما منعا
كما قيل.
نعم إلى الإنسان كافة لا إلى المرأة خاصة، ولكن المرأة قد خصت بهذه الشهوة لأنها محكومة لا تحكم غيرها إلا من طريق الإغراء، أو تنبيه النفوس إلى ما هو «شهي، بهجة للعيون» كما جاء في العهد القديم. •••
كل خلق من أخلاق المرأة مرموز إليه في قصة «هذه الشجرة»، ومن هنا اخترنا الإشارة إليها عنوانا لهذا الكتاب.
فالولع بالممنوعات خلاصة طبائع المرأة التي تنمي إلى أسباب كثيرة ولا تنحصر في سبب واحد.
ولكن السبب الأكبر منها أنها تؤمر وتنهى كثيرا، وأنها تؤمر وتنهى لأنها أضعف من آمرها وناهيها، ولا تزال معه أبدا بين لذة الخضوع ولذة العصيان، ولعلها لا تعصي إلا لتعود كرة أخرى إلى خضوع أعمق وأشهى من خضوع البداية والارتجال.
ولا تولع المرأة بالممنوع لأنها محكومة وكفى، أو لأنها محكومة لضعفها واعتمادها على من يمنعها.
بل هي تولع بالممنوع لأنها تتدلل، ولأنها تسيء الظن، ولأنها تعاند ، ولأنها تجهل وتستطلع، ولأنها موهونة الإرادة لا تطيق الصبر على محنة الغواية والامتناع.
نامعلوم صفحہ