ونجهل تاريخ قدماء الراجبوت جهلنا لتاريخ ممالك الهند القديمة الأخرى، بيد أن ما ورد في أساطير الهندوس من مفاخر أبطالهم وقتالهم المرهوب للمسلمين، وما عانوه من حصار مخيف ولا سيما حصار جتور الذي حرق النساء في أثنائه أنفسهن بالألوف حذر الأسر والذي فضل الحماة في أثنائه أن يقتلوا جميعهم على التسليم، يثبت قيمتهم التالدة،
32
وللراجبوت أن يزهوا بشجاعتهم إزاء جموع الهندوس ذوي الجبن على العموم.
والمسلمون حينما استولوا على الهند وجدوا الراجبوت مقيمين بجميع مدن الشمال وبسهل الغنج إلى منطقة البنغال الحاضرة، فكان الراجبوت يملكون لاهور ودلهي وقنوج وأجودهيا، إلخ، وكانت المنطقة التي يملكونها ممتدة في الشمال من نهر السند ونهر ست لج إلى نهر جمنة بالقرب من أغرا، وفي الجنوب إلى جبال وندهيا، أي كانت شاملة لجميع شمال الهند الغربي.
فأما دحر الراجبوت من البقاع الخصبة التجئوا إلى منطقة راجبوتانا الحاضرة التي هي أمنع من تلك وأسهل منها دفاعا.
شكل 2-6: مسلم من دهلي يصنع وشاحا.
وتقسم أملاكهم إلى تسع عشرة دويلة يملك الراجبوت منها ست عشرة، ويقوم بشئونها رؤساؤهم، ودويلة أودي بور هي أهمها.
والراجبوت حاربوا المسلمين بنجاح إلى القرن الرابع عشر، وهم لم يصبحوا مهددين بجد إلا بعد أن خسروا عاصمتهم جتور، وهم لم يندمجوا، مع ذلك، في الدولة المغولية إلا في عهد الملك أكبر، ولم يكن هذا الاندماج، مع ذلك، إلا صورة، لا حقيقة، ما حافظوا على استقلالهم الناقص، فالملك أكبر ترك لهم، بالحقيقة، نظمهم منعما على زعمائهم بمراتب عالية في جيوشه متزوجا ببنات منهم، ثم سار خلفاؤه على سنته في ذلك.
ودستور دويلات الراجبوت القديم وحده هو الذي كتب له البقاء مع تقلبات السياسة في غضون القرون، وعادات الراجبوت وحدها هي التي لم تتحول بالمؤثرات الأجنبية، فنحن، إذ نبحث في هذا الدستور وهذه العادات في فصل آخر، نرسم حضارة قسم كبير من الهند حوالي القرن العاشر من الميلاد، فمن العبث إذن، أن نفصل هنا أمور ذلك الشعب الشامل للنظر.
وتشتمل منطقة راجبوتانا، خلا أولئك الراجبوت والجات الذين تكلمنا عنهم آنفا، على شعوب من شباه الوحوش جديرة بالدرس كما يأتي:
نامعلوم صفحہ