ولا تنفع أنباء الفتوح وأخبار الملوك في الوقوف على تاريخ إحدى الأمم، والذي ينفع في ذلك هو البحث في مختلف العوامل التي أثرت في تطورها، والتي يجيء عامل العرق الذي تنتسب إليه في مقدمتها.
فما سجايا هذا العرق الخلقية ومواهبه العقلية؟ وماذا اعتور هذا العرق من التغير بفعل البيئة والوراثة والعلاقات بالأمم الأخرى؟
هذا ما نرغب في معرفته، وما نسعى إلى درسه في هذا الكتاب.
هوامش
الفصل الثاني
العرب
(1) مبدأ العرق كما أقرته العلوم الحديثة
أرى، قبل البحث في العرب، أن أمهد الأمر بدرس ما هو ضروري من أوصاف الإنسان وقوفا على هذا الفصل.
تقسم الجماعات البشرية المنتشرة في مختلف أقطار الأرض إلى عروق، وكان يظن أن الفروق بين العروق البشرية أقل مما هي عليه بين أنواع الحيوان، بيد أن العلم الحديث أثبت أن عروق البشر مفترقة في أخلاقها افتراق أنواع الحيوان المتقاربة، فيجب عد كلمة «العرق» بالنسبة إلى الإنسان مرادفة لكلمة «النوع».
ويمكن تعريف العرق، أو النوع البشري، بأنه يدل على جماعات ذات أخلاق مشتركة تنتقل إليها بالوراثة انتقالا منتظما.
نامعلوم صفحہ