لَا يحْتَاج فِي تَكْمِيل تجوهره إِلَى وَاسِطَة
وَأما الْمَوْجُود الثَّالِث فَإِنَّهُ لَا يعقل الأول إِلَّا بتوسط الثَّانِي
فَكَذَلِك الْمَوْجُود الرَّابِع لَا يُمكن أَن يعقله إِلَّا بتوسط الثَّالِث وَالثَّانِي وَكَذَلِكَ مَا بعد ذَلِك
وَلَا يحْتَاج مَوْجُود من هَذِه الموجودات غير الناطقة فِي كَمَال تجوهره إِلَى أَن يعقل مَا دونه فِي مرتبته إِلَّا الْإِنْسَان وَحده فَإِنَّهُ يحْتَاج فِي كَمَال تجوهره إِلَى أَن يعقل مَا فَوْقه وَمَا دونه وَلذَلِك احْتَاجَ فِي كَمَال تجوهره إِلَى أَن يعقل جَمِيع الموجودات وَالْعلَّة فِي ذَلِك أَن مرتبته من الْوُجُود الفائض من السَّبَب الأول تَعَالَى آخر الْمَرَاتِب لِأَنَّهُ إِنَّمَا يكون بعد تقدم الْحَيَوَان غير النَّاطِق والنبات والمعادن والأركان والهيولى فَصَارَت هَذِه الْأَشْيَاء أسبق مِنْهُ بمرتبة
1 / 64