============================================================
المقدمة وترجمة المؤلف مر في هذه الدنيا رجال حفروا تأريخهم في العقول، ونقشوه في القلوب ورغم أن العظماء يتزاحمون في الذاكرة ويتنافسون على الصدارة إلا أن البعض منهم ينساب إلى القلب، ويتسرب إلى العقل كأنه النسيم يحمل ريح الجنة. ومن هؤلاء العظام الشهيد حميد بن أحمد المحلي رحمه الله الذي كان بطلا وفيا في زمن الغدر والجبن ، فقد أبى رحمه الله إلا أن يموت شهيدا تحت راية الإمام الزاهد والعادل المجاهد الشهيد أحمد بن الحسين الملقب بأبي طير الذي خانه حتى شيخه أحمد محمد الرصاص، وغدر به ابن عمه الأمير أحمد بن عبدالله بن حمزة؛ إذ قتل الامام واحتز رأسه وجيء به إلى خيمة أحمد بن المنصور والرصاص.
اي سوأة وقع فيها هؤلاء تحجب عنهم الرحمة، وتدخلهم النار، إن وحشيا قتل حمزة بن عبد المطلب رضوان الله عليه وهو مشرك، ولما أسلم وحشي هذا لم يقو اسلامه على إخراجه من لعنة التأريخ ومزيلة الغدر والخيانة كقاتل نبي الله يحيى بن زكريا، وقاتل علي بن أبي طالب وقاتل الحسين، ومثل هؤلاء قاتل أحمد بن الحسين، ياللفجيعة اإن المنحدر السحيق الذي وقع فيه قتلة الأولياء يقابله مقام الشهداء الذي باعوا مهجهم فداء للحق وتضحية من أجل الفضيلة، ما أبعد ما بين الموقفين.
إن الشهيد حميد بن أحمد يشبه الصحابي الجليل والشيخ الوقور عمار بن ياسر الذي قتل شهيدا تحت راية إمامه علي بن أبي طالب، وقد روي أن رأس الشهيد حميد كان يتكلم بالأذان وهو مقطوع ، فإذا صحت هذه الكزامة فانما هو ال يتأسى برأس النبي يحيى بن زكريا. إن الشهيد المحلي بوأه الله مع الشهادة كرامة العلم فكان طودا شامخا وعلما بارزا .
وأكرمه الله بكرامة الولاء لأهل البيت الطاهر وهي مكرمة لم يكتسبها عن (1)
صفحہ 6