62

ہدائق حقائق

اصناف

============================================================

الباب الحادى عشر وقال : "لياكم ومجالسة الموتى" .

فقيل: يا رسول الله من الموتى4 فقال: "الاغتياء"(1) .

واعلم أن الإنسان متى كان صابرا على الفقر، شاكرا لله على اختياره له، صاييا لدينه، كاتما لفقره، مستغتيا بربه فى فقره، لا يغنيه شىء غيره، خانفا على روال نعمة الفقر كما يخاف الغنى على روال نعمة الغنى(2) فذلك هو الفقير الصادق، وهو المراد بقوله كم : "يدخل الفقراء الجنة قبل الاغنياء بخمسمالة عام" (2) وهو الفقر الذى افتخر به النبى .

(وحكى(4) ان رجلا أتى "إبراهبم بن أدهم" (5) بعشرة آلاف درهم فردها، وقال: تريد ان تمحو اسمى من ديوان الفقراء بهذا المقدار.

وقال بعضهم: كان بمكة فقير عليه ثياب رثة لا يخالط الفقراء، ولا يجالسهم وعليه سماء أهل المعرفة فوقعت يمحبته فى قلبى فحملت إليه ماية درهم وقلت له: هذه من وجه حل فاصرفها فى بعض امورك.

فنظر إلى شزرا ثم قال: انى اشتريت هذه الجلسة مع الله على الفراغ بسبعين ألف دينار فير الضياع والاملاك فكيف أبيعها بماقة درهم.

وقيل: ولو لم يكن للفقراء فضيلة إلا ارادته سعة حال المسلمين ورخص أسعارهم لكفاه(6)، ذلك لاته يحتاج إلى الشراء، والغنى يحتاج إلى البيع، وهذا لعوام الفقراء فكيف لخواصهم.

وراى بعضهم فقيرا عليه مسح خرق فقال له على وجه المطايبة: بكم اشتريت هذا؟ .

فقال: بالدتيا، وطلب منى بالآخرة فلم أبعه.

وكان "أبو بكر الوراق" يقول (7): طوبى للفقراء، لا خراج عليهم فى الدتيا، ولا حساب فى الآخرة.

وقيل لبعضهم: أيهما أفضل: الافتقار إلى الله أو الاستغناء به .

(1) حديث: فاياكم ومجالسة الموتس" رواء الترمدى وضعفه، والحاكم، وصحح إسناده من حديث (2) فى (جا: (الغتا).

(3) تقدم تخريجه.

(4) من هنا ما بين المعقوفتين سقط من (جا واستدرك بالهامش بخط مغاير 5) تقدمت ترجعه.

(1) ف (5): (لكفيا. (7) تقدمت ترجمته.

صفحہ 62