حدائق الانوار ومطالع الاسرار في سيرة النبي المختار

بحرق اليمني d. 930 AH
165

حدائق الانوار ومطالع الاسرار في سيرة النبي المختار

حدائق الأنوار ومطالع الأسرار في سيرة النبي المختار

تحقیق کنندہ

محمد غسان نصوح عزقول

ناشر

دار المنهاج

ایڈیشن نمبر

الأولى

اشاعت کا سال

١٤١٩ هـ

پبلشر کا مقام

جدة

[فترة الوحي وما نزل من القرآن بعد ذلك] قال ابن شهاب: وأخبرني أبو سلمة بن عبد الرّحمن بن عوف، أنّ جابر بن عبد الله- ﵄ أخبره أنّه سمع النّبيّ ﷺ يحدّث عن فترة الوحي، قال: «ثمّ فتر الوحي عنّي فترة، فبينما أنا أمشي إذ سمعت صوتا من السّماء، فرفعت بصري قبل السّماء- أي: في جهتها- فإذا الملك الّذي جاءني ب (حراء) قاعد على كرسيّ بين السّماء والأرض، فرعبت منه- أي: فزعت- حتّى هويت إلى الأرض- أي: سقطت- فجئت أهلي، فقلت: دثّروني دثّروني، - أي: غطّوني- فدثّروني، فأنزل الله ﷿: يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ. قُمْ فَأَنْذِرْ. وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ. وَثِيابَكَ فَطَهِّرْ. وَالرُّجْزَ- أي: النّجس- فَاهْجُرْ- أي: فاترك- «١» [سورة المدّثّر ٧٤/ ١- ٥]» . [شكوى النّبيّ ﷺ ونزول الضّحى] وفي رواية: أنّه لمّا فتر الوحي عنه، قالت قريش: قلاه ربّه.

عرض عليه عمّه أبو طالب أن يكفّ عن قريش، ويبقي عليه وعلى نفسه، قال قوله المشهور: «والله يا عمّ، لو وضعوا الشّمس في يميني، والقمر في يساري، على أن أترك هذا الأمر حتّى يظهره الله أو أهلك دونه، ما تركته» . وليس أدلّ على ضعف هذه الزّيادة من أنّ جبريل ﵇ كان يقول له كلّما أشرف على ذروة جبل: (يا محمّد، إنّك رسول الله حقّا)، وأنّه كرّر ذلك مرارا. ولو صحّ هذا لكانت مرّة واحدة تكفي في تثبيت النّبيّ ﷺ وصرفه عمّا حدّثته به نفسه كما زعموا. وقد ذهب جلّ العلماء وكتّاب السّير المحدّثون إلى هذا، بل ذهب بعضهم إلى أنّ مجرّد سؤال ورقة إنّما هو من خديجة ﵂؛ لأنّ النّبيّ ﷺ يعلم أنّه سيكون رسول الله، وأنّه أجلّ من أن يعرف نبوّته ورسالته من حبر نصرانيّ، أو ممّن قرأ كتب النّصارى. (١) أخرجه البخاريّ، برقم (٤٦٧١) .

1 / 176