116

حدائق الانوار ومطالع الاسرار في سيرة النبي المختار

حدائق الأنوار ومطالع الأسرار في سيرة النبي المختار

تحقیق کنندہ

محمد غسان نصوح عزقول

ناشر

دار المنهاج

ایڈیشن نمبر

الأولى

اشاعت کا سال

١٤١٩ هـ

پبلشر کا مقام

جدة

من المعرفة به وبأحكامه، بواسطة بينهم وبينه، يبلّغهم عنه ﷾، سواء كان ذلك الواسطة من جنسهم- كالأنبياء في حقّ سائر البشر- أم من غير جنسهم- كالملائكة في حقّ الرّسل- وإذا جوّز العقل ذلك، وجاءت الرّسل بما تثبّت بأمثاله الرّسالة، من المعجزات الدّالّة على صدقهم، وجب تصديقهم، والإيمان بهم، وبجميع ما أتوا به.
[وأمّا دليل وجودها]: فإذا وقع الشّكّ في شخص معين، هل هو نبيّ أم لا؟ فسبيل تحصيل اليقين بما يدّعيه من النّبوّة، بأمرين:
أحدهما: مشاهدة ما أقامه من المعجزات الخارقة للعادات، كما سنذكره، وهذا خاصّ بمن عاصره.
وثانيهما: معرفة خاصّيّة النّبوّة أوّلا، من إدراك الأنبياء ما لا يدركه العقلاء، ثمّ التّسامع بالتّواتر.
كما أنّ من أراد أن يعرف مثلا أنّ الإمام أبا حنيفة- ﵁ فقيه أم لا؟ فسبيله أن يعرف أوّلا حقيقة الفقه ما هو؛ وهو استنباط الأحكام الفرعيّة من الأدلّة الأصليّة، ثمّ ينظر ثانيا فيما نقل عنه، ممّا استنبطه من الفقه، من كتاب الله تعالى، وحديث رسول الله ﷺ، فإنّه يحصل له العلم الضّروريّ بأنّه في أعلى مراتب الفقه.
وكذلك من علم خاصّيّة النّبوّة، ثمّ نظر إلى ما قرّره نبيّنا ﷺ من الشّرع، حصل له لا محالة العلم القطعيّ، والإيمان القويّ بكونه ﷺ في أعلى درجات النّبوّة.
هذا كلّه لمن أراد من المؤمنين تقوية اليقين.
وأمّا الجاحد الملحد: فيقرّر عليه أوّلا من دليل العقل عدم استحالة وقوع النّبوّة- كما سبق- ثمّ يقرّر حقيقة المعجزة/ الّتي بها تثبت النّبوّة لمدّعيها. فنقول: المعجزة عبارة عن إيجاد الله تعالى أمرا

1 / 127