154

Guide for the Preacher to the Evidence of Sermons

دليل الواعظ إلى أدلة المواعظ

اصناف

﵌ عنهم راضٍ، فأمانهم من الخزى صريح في موتهم على كمال الإيمان وحقائق الإحسان، وفي أن الله لم يزل راضيًا عنهم وكذلك رسوله ﵌.
٨ - الصحابة ﵃ هم أوْلَى الناس بالدخول في الآيات العامة التي يَعِدُ الله فيها عباده الذين آمنوا وعملوا الصالحات بالفوز بالرضى والجنات، لأنهم سادات المؤمنين وأكثر الناس حظًا من الأعمال الصالحة، وذلك مثل قوله تعالى: ﴿قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ * أُوْلَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ﴾ (المؤمنون:١ - ١٠).
وقوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ * جَزَاؤُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَّضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ﴾ (المطففين:١٨ - ٢٨).
والآيات من هذا القبيل كثيرة جدًا يصعب استقصاؤها، وأولى الناس بها أصحاب رسول الله ﵌ ورضي الله عنهم أجمعين ورزقنا سلوك سبيلهم والسير على منهاجهم وطريقهم وحشرنا معهم فى زمرتهم.
حُبُّ النَبِيِّ وحُبُّ الصحبِ مفتَرَضٌ ... أضْحَوْا لتابعِهم نورًا وبرهانَا
مَن كان يَعلمُ أّنّ اللهَ خالقُه ... فلا يقولَنّ في الصّدِّيقِ بُهتَانَا
ولا يسبُّ أبا حَفْصٍ وشيعتَه ... ولا الخليفةَ عثمانَ بنَ عفّانَا
ثُمَّ الوَلِيُّ فلا ينسَى المقالَ له ... هُمُ الذينَ بنَوْا للدينِ أركانَا
همْ عمادُ الورَى في الناسِ كُلّهِمُ ... جازاهمُ اللهُ بالإحسانِ إحسانَا

1 / 166