Guide for the Preacher to the Evidence of Sermons
دليل الواعظ إلى أدلة المواعظ
اصناف
يَا عِبَادِي، لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا عَلَى أَفْجَرِ قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِنْ مُلْكِي شَيْئًا.
يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ قَامُوا فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَسَأَلُونِي فَأَعْطَيْتُ كُلَّ إِنْسَانٍ مَسْأَلَتَهُ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِمَّا عِنْدِي إِلَّا كَمَا يَنْقُصُ الْمِخْيَطُ إِذَا أُدْخِلَ الْبَحْرَ». (رواه مسلم) (الْمِخْيَط - بِكَسْرِ الْمِيم وَفَتْح الْيَاء - هُوَ الْإِبْرَة).
يقول الله ﷿ ﴿وَاللهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ﴾ (محمد:٣٨)، فيجب أن يكون العمل خالصًا لوجه الله ﷿.
والشرط الثاني: أن يكون صوابًا وفق سنة رسول الله ﵌، كيف يكون العمل صوابًا، وبماذا؟ بالعلم ﴿فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ﴾ (الأنبياء:٧) بعض الناس يصلي عمره خمسين سنة، لكن لو أتينا ونظرنا إلى هذه الصلاة هل هي كما أمر رسول الله ﵌، وهل هي كما قال: «صَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي»؟ (رواه البخاري).
* قال ﵌: «إنِّي قَدْ تَرَكْتُ فِيكُم شَيْئَينِ لَنْ تَضِلّوا بَعدَهُما: كَتَابَ اللهِ وسُنَّتِي، ولَنْ يَفْتَرِقَا حَتَّى يَرِدَا علَيّ الحَوْضَ» (صحيح رواه الحاكم).
فهما الأصلان اللذان لا عدول عنهما ولا هدى إلا منهما، والعصمة والنجاة لمن تمسك بهما واعتصم بحبلهما، وهما الفرقان الواضح والبرهان اللائح بين المحق إذا اقتفاهما والمبطل إذا خلاهما، فوجوب الرجوع إلى الكتاب والسنة متعين معلوم من الدين بالضرورة.
وقال رسول الله ﵌: «إِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ بَعْدِي فَسَيَرَى اخْتِلَافًا كَثِيرًا فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الْمَهْدِيِّينَ الرَّاشِدِينَ تَمَسَّكُوا بِهَا وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ». (صحيح رواه أبو داود وروى مسلم لفظة: «كُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ»).
عضوا عليها بالنواجذ: كناية عن شدة التمسك بها، والنواجذ: الأضراس.
1 / 137