162

Guidance to True Belief and Refutation of the People of Polytheism and Atheism

الإرشاد إلى صحيح الاعتقاد والرد على أهل الشرك والإلحاد

ناشر

دار ابن الجوزي

ایڈیشن نمبر

الرابعة ١٤٢٠هـ

اشاعت کا سال

١٩٩٩م

اصناف

وأعظمهم جبريل ﵇، وهو أمين الوحي؛ كما قال تعالى: ﴿وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَنَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأمِينُ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ﴾ ١، وقال تعالى: ﴿قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقّ﴾ ٢.
وقد أعطى الله الملائكة قدرة على التشكل بأشكال مختلفة؛ فقد جاؤوا إلى إبراهيم ولوط ﵉ بصورة أضياف، وكان جبريل يأتي إلى النبي ﷺ في صفات متعددة؛ تارة يأتي في صورة دحية الكلبي، وتارة في صورة أعرابي، وتارة في صورته التي خلق عليها، وقد وقع منه هذا مرتين، وذلك لأن البشر لا يستطيعون أن يروا الملك في صورته، ولما اقترح المشركون أن يرسل الله إليهم ملكا؛ قال تعالى: ﴿وَلَوْ أَنْزَلْنَا مَلَكًا لَقُضِيَ الأمْرُ ثُمَّ لا يُنْظَرُونَوَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَجَعَلْنَاهُ رَجُلًا وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِمْ مَا يَلْبِسُونَ﴾ ٣؛ أي: لو بعثنا إلى البشر رسولًا ملكا على هيئة الرجل؛ ليمكنهم مخاطبته والانتفاع بالأخذ عنه؛ لأن كل جنس يأنس بجنسه، وتنفر من غير جنسه.
هذا وبالله التوفيق.

١ سورة الشعراء، الآيات ١٩٢ - ١٩٥.
٢ سورة النحل، الآية ١٠٢.
٣ سورة الأنعام، الآيتان ٨ - ٩.

1 / 171