161

غنیہ طالبین

الغنية لطالبي طريق الحق

تحقیق کنندہ

أبو عبد الرحمن صلاح بن محمد بن عويضة

ناشر

دار الكتب العلمية

ایڈیشن نمبر

الأولى

اشاعت کا سال

١٤١٧ هـ - ١٩٩٧ م

پبلشر کا مقام

بيروت - لبنان

اصناف

ويجوز وصفه بأنه قديم الإحسان على معنى أنه موصوف بالخلق والرزق في القدم، قال الله ﷿: ﴿إن الذين سبقت لهم منا الحسنى﴾ [الأنبياء: ١٠١]. ويجوز وصفه بأنه دليل، وقد نص الإمام أحمد عليه في حق رجل قال له: زودني دعوة فإني أريد الخروج إلى طرطوس، فقال له: قل يا دليل الحائرين، دلني على طريق الصادقين، واجعلني من عبادك الصالحين. ويجوز وصفه بأنه طبيب لما روي عن أبي رمثة التميمي أنه قال: «كنت مع أبي عند النبي ﷺ، فرأيت على كتف النبي ﷺ مثل التفاحة. قال: فقال أبي: يا رسول الله إني طبيب أفأطبها لك، قال ﷺ طبيبها الذي خلقها». وروى عن أبي السفر أنه قال: مرض أبو بكر ﵁ فعادوه فقالوا له: ألا ندعو لك الطبيب؟ فقال قد رآني، قالوا: فأي شيء قال لك؟ قال: قال لي إني فعال لما أريد. وكذلك يروى أن أبا الدرداء ﵁ مرض، فعادوه، فقالوا له: أي شيء تشتكي؟ قال: ذنوبي، فقالوا: أي شيء تشتهي؟ قال: الجنة، قالوا: ألا ندعو لك الطبيب؟ قال: هو أمرضني. فإذا ثبت هذا على ما ذكرنا فلا يجوز أن يدعا ﷿ بكل اسم لا يجوز إطلاقه عليه ﷿، على ما ذكرنا في أول الفصل. وإنما يجوز أن يدعا بما يسمى به من الأسماء التي يجوز وصفه بها، وصفاته التي يجوز أن يوصف بها، وقد ذكرنا التسعة والتسعين اسمًا فيما تقدم، فهي آكد في الدعاء. وإذا أراد أن يصفه ويدعو بما ذكرنا في هذا الفصل جاز ذلك، إلا أنه يجتنب في دعائه من أن يدعوه ﷿ بقوله يا ساخر يا مستهزئ يا ماكر يا خادع، ومبغض وغضبان، ومنتقم ومعاد، ومعدم ومهلك، فلا يدعو بها وإن كان مما يجوز وصفه بها على وجه الجزاء والمقابلة لأهل الإحرام على وجه الاستحقاق. * * *

1 / 172