وهي فلسفة غزالية مبتكرة في التفكير الإسلامي، بل هي فلسفة غدت اليوم من سمات العلماء المجددين.
جهاد الغزالي
بعد أن تطهر الغزالي في عزلته، وبعد أن أعد نفسه إعدادا عقليا وروحيا لرسالته الإصلاحية، وبعد أن آمن بأن لديه مسببات النجاة لهؤلاء الذين يسيرون في الحياة بلا غرض ولا غاية ولا هدف نبيل، يسيرون تعلو وجوههم علامات التعب والأسى، وتزخر قلوبهم بشهوات النفس والهوى، وتموج عقولهم بالترهات والأكاذيب والضلال؛ فارق اعتكافه وعزلته ليحمل راية الجهاد، راية الأنبياء والمصلحين والقادة.
فهو يعتقد أن الاعتكاف والعزلة والنجاة بالنفس أوهى درجات اليقين والإيمان، أما الجهاد في سبيل الخير والإصلاح وتهذيب الإنسانية وهديها فهو رسالة الأنبياء، ورسالة العلماء الذين هم ورثة الأنبياء، والحفظة على تشريعهم، فإن كان الورع والزهد عبادة فالجهاد لإصلاح حالة المجتمع هو أسمى حالة التقوى، بل هو روح العبادة ونورها وعلامة اليقين والإجلال لها.
فارق الغزالي عزلته ليواجه الحياة برسالته، وهو يعلم أن دون تلك الرسالة أهوال وعقبات، ولكن الإيمان لا يروعه هول، ولا يفل من عزمه مشقة الطريق ووعورة المسالك.
نظر الغزالي إلى المجتمع في عصره فرآه ضعيف الإيمان قليل العمل للآخرة ، فراح يتقصى الأسباب حتى إذا أحاط بها حصرها في أربعة أمور رئيسية: (1)
الخوض في الفلسفة. (2)
الخوض في طريق التصوف. (3)
الانتساب إلى دعوى العلم. (4)
سوء أخلاق العلماء.
نامعلوم صفحہ